الخرطوم (رويترز) - قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الاحد انه لن يسمح للصراع مع جنوب السودان بان يلقي بظلاله على "العلاقات الاستراتيجية" مع شعبه وذلك في لهجة اقل ميلا للمواجهة من تلك التي استخدمها الرئيس السوداني خلال الازمة التي اثارت المخاوف من وقوع حرب شاملة بين البلدين. وبعد ان سيطرت قوات جنوب السودان على حقل هجليج النفطي المتنازع عليه الشهر الماضي تعهد البشير بتحرير مواطني جنوب السودان من الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة والتي وصفها بالحشرة. وخلال الصراع الذي استمر شهرا استنكرت الاممالمتحدة الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية السودانية على اراضي جنوب السودان وادى الضغط الدولي الى انسحاب جنوب السودان من هجليج. وادى القتال الى اصدار مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة لقرار يهدد بفرض عقوبات اذا لم تتستجب الدولتان لخطة قدمها الاتحاد الافريقي لوقف القتال والعودة الى المحادثات. وقال البشير يوم الاحد ان "تعديات" حكومة جنوب السودان على الاراضي السودانية "وتعكيرها للاجواء بصورة سافرة لن تجعلنا نحيد عن نظرتنا المستقبلية وعلاقاتنا مع شعب جنوب السودان." واضاف البشير الذي كان يتحدث بلهجة هادئة غير معهودة خلال مؤتمر لمناقشة الخطة الاستراتيجية الخمسية للبلاد "اننا ننظر ببصيرة الي تلك العلاقات الراسخة بيننا وبين شعب جنوب السودان." وتقول الخرطوم وجوبا انهما قبلتا قرار مجلس الامن. لكن السودان قال انه يجد صعوبة في تنفيذ "اجزاء" من القرار بينما ما زالت هناك قوات جنوبية على اراضيه واحتفظ بالحق في الدفاع عن اراضيه. ويزعم جنوب السودان سيادته على الاراضي التي توجد عليها قواته. كما اتهم جنوب السودان الخرطوم بشن غارات جوية على اراضيه. ونفت الخرطوم هذه المزاعم بشأن هجمات بعينها لكنها قالت انها لها الحق في استخدام القوة الجوية في الدفاع عن نفسها. كما يتهم كل طرف الاخر بدعم الحركات المتمردة لدى الاخر وهي اتهامات ينفيها الجانبان. واوقفت الازمة بشكل شبه كامل انتاج النفط في المنطقة مما ولد صعوبات للاقتصادين المنهكين للبلدين. وقال البشير ان الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها السودان مؤقتة بسبب خسارة عائدات النفط وانها ليست كارثة تعني الانهيار. وخسر السودان ثلاثة ارباع انتاجه من النفط بعد انفصال الجنوب في يوليو تموز الذي جاء في اطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 التي انهت عقودا من الحرب الاهلية. وتتصارع الدولتان منذ الانفصال على اقتسام عائدات النفط وترسيم الحدود والجنسية. ومن المتوقع ان تجري الدولتان محادثات قبل حلول الموعد النهائي الذي فرضته الاممالمتحدة يوم الثلاثاء وحل المسائل العالقة بينهما خلال ثلاثة اشهر. وقبل سيطرة قوات جنوب السودان على هجليج كان الحقل النفطي ينتج نحو نصف انتاج السودان من النفط والبالغ 115 الف برميل يوميا. وقال وزير النفط السوداني ان حقل هجليج عاد لضخ النفط ثانية لكنه لم يحدد حجم الانتاج. (اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)