تعهدت الدول ال28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي بتعزيز تعاونها مع روسيا على الرغم من الخلافات المستمرة حول نظام الدفاع الصاروخي والتوتر المرتبط بدعم موسكو لسوريا. ورغم الخلافات بين الطرفين على عدة جبهات، الا ان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال بعد المحادثات التي اجراها في بروكسل ان الجانبين ناقشا معا مكافحة الارهاب والقرصنة والتعاون بشان افغانستان. وقال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن "من المعروف جيدا اننا لا نتفق على جميع الامور، لكن من الواضح كذلك اننا ملتزمون بمواصلة مناقشة جميع القضايا في جميع الاوقات". الا ان الجانبين اللذين كانا عدوين ايام الحرب الباردة، لم يتوصلا الى تسوية حول نظام الدرع الصاروخية التي تخشى روسيا من انها تهدد ردعها النووي رغم تطمينات الحلف بانها تستهدف ايران وغيرها من مصادر التهديد. واكد راسموسن ان "نظامنا للدفاع الصاروخي غير مصمم لتهديد روسيا او تقويض المكانة الاستراتيجية لها". وطالبت روسيا بالحصول على ضمانات ملزمة قانونيا بان درعها الصاروخية لن تقوض الترسانة الروسية، الا ان الحلف الاطلسي رفض الدخول في مثل هذا الاتفاق وعرض بدلا من ذلك ضمانات سياسية. وصرح لافروف في مؤتمر صحافي "نحتاج الى ضمانات واضحة ان (الدرع الصاروخية) لا تستهدفنا". ويامل قادة الحلف في الاعلان عن بداية "قدرات انتقالية" للدرع الصاروخية في قمة تعقد في شيكاغو في 20-21 ايار/مايو. وياتي لقاء لافروف بنظيرته الاميركية هيلاري كلينتون ونظرائها ال27 في الحلف الاطلسي فيما يتواصل العنف في سوريا رغم انتشار مراقبين دوليين. وفيما حثت القوى الغربيةروسيا على الضغط على النظام السوري لانهاء العنف، قال لافروف ان المعارضة السورية تقع عليها المسؤولية كذلك، وان على الدول الضغط على المعارضة ودفعها الى احترام وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه قبل اسبوع. وقال لافروف "لقد دعوت زملائي اليوم الى التخلي عن الخطاب المليء بالتكهنات الشخصية بان خطة كوفي انان مصيرها الفشل"، في اشارة الى مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية لوقف العنف في سوريا. وتابع "قبل التفكير في ما يمكن ان نفعله في المستقبل، علينا ان نفعل ما في وسعنا من اجل انجاح خطة السلام هذه". وعقب المحادثات، من المقرر ان تلتقي كلينتون التي حذرت الاربعاء من ان نظام الاسد قد يواجه مزيدا من الاجراءات في حال الاخفاق في تطبيق خطة انان، بنظرائها من 13 دولة في باريس لاجراء محادثات حول سوريا. وحذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه روسيا من ان رفضها دعم جهود الضغط على الاسد يمكن ان تزيد من عزلتها. وصرح جوبيه للصحافيين "يؤسفني ان تستمر روسيا في التقيد برؤية تعزلها اكثر فاكثر ليس عن العالم العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي". الا ان لافروف قال ان "المسؤولية الكبرى على ما يحدث في سوريا تقع على الحكومة السورية. عليهم ان يضمنوا حقوق الانسان وامن مواطنيهم وسيادة دولتهم". الا انه اتهم المعارضة بمحاولة تقويض مهمة المراقبين الدوليين من اجل تمهيد الطريق لاقامة مناطق معزولة او ممرات امنية عسكرية. وقال ان روسيا التقت بافراد من المعارضة، الا انه ليس لها عليهم نفس تاثير الدول الاعضاء الاخرى في مجلس الامن وبعض الدول العربية. واضاف "لا يمكن حل الازمة اذا لم يطالب اللاعبون الخارجيون بنفس الشيء من جميع الاطراف المتنازعة في سوريا وهو وقف اطلاق النار، ومنح المراقبين امكانية تقييم الوضع والانتقال الى الحوار السياسي". ورغم ان روسيا تتعاون مع الحلف الاطلسي في ما يتعلق بأفغانستان حيث انها تسمح للحلف بشحن المعدات مرورا باراضيها، الا ان لافروف انتقد خطط سحب القوات الاجنبية القتالية من ذلك البلد بنهاية 2014. وقال "طالما ان افغانستان غير قادرة على ضمان امن البلاد بنفسها، فان المواعيد الزمنية المصطنعة للانسحاب غير صائبة، ويجب ان لا تحدد بهذه الطريقة".