بيروت (رويترز) - قال مقيمون من نشطاء المعارضة وجماعة حقوقية ان القوات السورية قصفت مدينة حمص يوم الاحد وان معارضين هاجموا مركزا للشرطة في محافظة حلب فيما يمثل تصعيدا لاعمال العنف بعد اربعة ايام من الموعد المقرر لبدء سريان وقف اطلاق النار. يأتي القتال قبل ساعات من وصول فريق طليعي من الاممالمتحدة الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار بعدما انضمت روسيا والصين الى بقية اعضاء مجلس الامن امس السبت في التفويض بنشرهم. وقال وليد الفارس وهو نشط يقيم في الخالدية احد الاحياء التي سقطت عليها قذائف مورتر انه في الصباح الباكر شاهد سكان المنطقة طائرة هليكوبتر وطائرة رصد تحلقان في الاجواء وبعد عشر دقائق كان هناك قصف عنيف. وذكر ساكن اخر أن موالين للحكومة يستخدمون أسلحة الية ثقيلة لاطلاق النيران على المنطقة. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان القذائف تطلق بمعدل قذيفة كل دقيقة. وتابع أن اشتباكات وقعت أيضا أثناء الليل في ريف حلب. وأوضح أن أناسا قالوا انهم سمعوا دوي انفجارات واطلاق نيران بعد أن هاجم معارضون مركزا للشرطة ثم اشتبكوا مع الشرطة. وتنحي سوريا باللائمة في العنف على "ارهابيين" يسعون الى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ومنعت صحفيين مرارا من دخول البلاد مما يجعل من المستحيل التحقق بصورة مستقلة من صحة التقارير. وعلى الرغم من استمرار العنف خلال وقف اطلاق النار فان هناك تراجعا كبيرا في عدد القتلى الذين يسقطون يوميا في أعمال العنف والذي كان يصل الى اكثر من 100 في اليوم. وقال عبد الرحمن ان 14 شخصا قتلوا امس السبت وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان "جماعات ارهابية" قتلت خمسة اشخاص في أكمنة في انحاء البلاد. في غضون ذلك صوت مجلس الامن يوم السبت بالموافقة على مشروع قرار لارسال ما يصل الى 30 مراقبا أعزل في أول قرار بشأن سوريا يوافق عليه المجلس المكون من 15 دولة منذ أن بدأت الانتفاضة في مارس اذار 2011. وسبق ان عرقلت موسكو وبكين محاولتين للغرب لاقرار مجلس الامن لمشروعي قرارين بشأن سوريا. وقال المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان يوم السبت ان فريقا طليعيا من ستة من مراقبي وقف اطلاق النار سيصلون الى سوريا خلال 24 ساعة وينتشرون خلال 36 ساعة على ان يعقبهم مراقبون اخرون خلال أيام. على صعيد منفصل قال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في مقابلة مع اذاعة المنظمة الدولية في جنيف "سأحرص على أن يتم ارسال هذا الفريق الطليعي من المراقبين في أقرب وقت ممكن ومحاولة تقديم مقترحات ملموسة بحلول الثامن عشر من أبريل من أجل بعثة مراقبين رسمية. وسوف أناقش ذلك مع السلطات السورية وأكلف ادارة عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة باتخاذ التدابير الضرورية." وفي حين رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بتصويت الاممالمتحدة فانها قالت ان على سوريا الان ان تحترم التزاماتها بسحب القوات والاسلحة الثقيلة من المناطق السكانية. وقالت في بيان "اذا لم يحدث ذلك فستكون مسؤولية كل أعضاء مجلس الامن التفكير في الاجراء الذي يجب اتخاذه." ويندد قرار مجلس الامن "بالانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان على أيدي السلطات السورية وكذلك بأي انتهاكات لحقوق الانسان على أيدي الجماعات المسلحة." واشار الى أن المسؤولين عن الانتهاكات سيحاسبون ودعا "جميع الاطراف بما في ذلك المعارضة الى وقف فوري للعنف المسلح بكل أشكاله." وتضمن القرار أيضا تحذيرا مبهما لدمشق بقوله ان المجلس "سيجري تقييما لتنفيذ هذا القرار وينظر في اتخاذ خطوات أخرى اذا اقتضت الضرورة." وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه "يتعين على الحكومة السورية ضمان ان يتمتع فريق المراقبين بحرية التنقل والوصول والا تعرقل الاتصالات بين المراقبين والمقر." وادانت السفيرة الامريكيةبالاممالمتحدة سوزان رايس ما وصفته بحملة القتل التي شنتها سوريا خلال العام الماضي. وسئلت ان كان قصف الحكومة السورية لحمص امس انتهاكا لوقف اطلاق النار فقالت رايس "بالقطع". وتشير تقديرات الاممالمتحدة الى ان قوات الاسد قتلت اكثر من تسعة الاف شخص في الانتفاضة. وتقول السلطات السورية ان متشددين مدعومين من الخارج قتلوا اكثر من 2500 من قوات الشرطة والجيش. من اوليفر هولمز (شارك في التغطية لويس شاربونو وميشيل نيكولا في الاممالمتحدة وستيفاني نيبيهاي في جنيف وجون ايريش في فرنسا)