يقول لاجئون سوريون عبرو الحدود التركية ان الهدنة الهشة في بلادهم لم تقنعهم بأن الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام ضد الرئيس السوري بشار الاسد قد انتهت. وقال عبد الله كرتان المعلم الذي فر الى مخيم ريهانلي التركي "القتل في سوريا لم يبدأ بعد." "اتخذ السوريون قرارهم. واذا كان ثمن إسقاط الاسد أن يموت ثلاثة ارباعهم وتحرق بيوتهم فسوف يدفعونه. لا عودة الى الوطن حتى يسقط النظام." وحثت وزارة الداخلية السورية المواطنين الذين فروا بسبب العنف على العودة الى ديارهم لكن كرتان قال ان لا احد يفكر في العودة. ويقول كرتان الذي قدم من ريف حماة احد مراكز الانتفاضة ضد حكم أسرة الاسد المستمر منذ أربعة عقود "لم تعد هناك ثقة كافية في بلادنا في أي هدنة. كان من المفترض ان يسحب الاسد دباباته قبل وقف اطلاق النار لكنه لم يفعل لانه يعرف انه سيفقد السيطرة اذا فعل." فيو المخيم أيضا وقفت مجموعة من الشبان يدخنون السجائر وينظرون الى الطريق السريع المؤدي الى البوابات الحديدية للمعبر الحدودي بين تركيا وسوريا. ولم يمر سوى عدد قليل من السيارات. وقال رجل هامسا "المعارضة المسلحة تنتظر وتستعد الان لانها تحتفظ بالحق في الرد". وقال الرجل والمحيطون به انهم يعملون مع الجيش السوري الحر ويتسللون من والى سوريا. ولم يتحدث احد من سكان ريهانلي بصراحة بشأن مدى مشاركته مع الجيش السوري الحر. وتشير تعليقات للاجئين في المخيم الى ان تلك العلاقة تتراوح بين التأييد المعنوي والدعم في العمليات القتالية. وقال عبد الرحمن "بالطبع لو كنا نملك القوة لقاومنا النظام. نحن ملتزمون بالهدنة بحكم الامر الواقع لاننا لا نملك خيارا. نحن لا نملك ما يكفي من السلاح." لكن رجلا آخر قال ان اسمه ماهر وكان يرتدي ملابس عسكرية خضراء "لا. نحن نتبع أوامر قادتنا." وكان ماهر يسير بعرجة بسيطة حول الاسوار المحيطة بمدخل المخيم. وقال نشطاء ان القوات السورية اوقفت اطلاق النار اليوم الخميس بعد بدء وقف اطلاق النار الذي توسط فيه مبعوث السلام الدولي كوفي عنان. لكنهم قالوا ان الدبابات والجنود ما زالوا في مواقعهم في كثير من البلدات في تحد للاتفاق. وقال ماهر (26) "هذه مشكلة.. اذا سلم الجيش السوري الحر أسلحته كما يطالب النظام .. فسينتهي بنا الامر اما الى السجن أو بالقاء جثثنا في الشوارع." وأضاف "لم يلتزم الجيش بأهم جزء على الاطلاق.. وهو سحب القوات والدبابات. لا يمكنهم أن يجبروا المعارضين المسلحين على تسليم أسلحتهم." (اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح) من اريكا سولومون وافريم ارجين