حلفت الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة جويس باندا يوم السبت اليمين الدستورية كرئيسة لمالاوي لتصبح اول رئيسة للبلاد وتثير الامال في بداية جديدة في هذا البلد الصغير الفقير بعد وفاة سلفها. وعملت باندا (61 عاما) - وهي ابنة لرجل شرطة وحصلت على شهرة دولية لعملها في مجال تعليم الفتيات الفقيرات - كنائبة للرئيس بينجو وا موثاريكا الذي توفي يوم الخميس متأثرا بأزمة قلبية. وخلفت باندا موثاريكا بحكم الدستور. وسقطت مالاوي التي تعتمد على المساعدات في ازمة اقتصادية على مدار العام المنصرم بعد خلافات بين موثاريكا - الاكاديمي البارز والاقتصادي السابق في البنك الدولي لكنه متقلب المزاج - مع المانحين الغربيين الذين جمدوا ملايين الدولارات من المساعدات. وادت باندا اليمين الدستورية رئيسة للبلاد يوم السبت في مقر الجمعية الوطنية الذي بنته الصين في العاصمة ليلونجوي بينما رفرفت الاعلام التي تم تنكيسها حدادا على الرئيس الراحل الذي لم تؤكد الحكومة رسميا نبأ وفاته الا يوم السبت. وقالت باندا التي ارتدت ملابس سوداء ووشاحا باللونين الفضي والزهري وغطاء رأس وسط اصوات تصفيق وتهليل عالية "اريد من الجميع ان يمضوا قدما نحو المستقبل بالامل وروح الوحدة." وأثار تأجيل الاعلان الرسمي لوفاة الرئيس القلق من صراع على السلطة لان باندا كانت فصلت من حزب موثاريكا الحاكم في 2010 بعد جدل بشأن خلافة الرئيس لكنها احتفظت بمنصبها الرسمي. لكن المخاوف من ازمة سياسية في المستعمرة البريطانية السابقة الحبيسة تراجعت بعد تأييد مسؤولين كبار والجيش لباندا وفقا للدستور. وفي مؤشر على التأييد الذي تتمتع به في الاوساط السياسية دعا زعماء المعارضة الى الاسراع باداء تليمين كما اعرب نحو عشرين من اعضاء المجلس الوطني الحاكم من الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان يتزعمه موثاريكا عن دعمهم لها. وقالت باندا انها عقدت "اجتماعا جيدا" مع حكومة موثاريكا. ورحب المواطنون الذين اعتبر كثير منهم موثاريكا رئيسا مستبدا وعنيدا بأول رئيسة لبلادهم. وظهرت باندا في وقت سابق في مؤتمر صحفي لتبدد المخاوف بشأن وقوع نزاعات في نقل السلطة واعلنت الحداد عشرة ايام على موثاريكا الذي حكم البلاد منذ عام 2004. وقالت باندا بينما كان يقف الى جانبها اعضاء من الحكومة والنائب العام وقائدا الجيش والشرطة "اناشد جميع ابناء ملاوي التزام الهدوء والحفاظ على السلم خلال هذه الفترة من الفجيعة." ومن المتوقع ان تدير باندا البلاد حتى موعد الانتخابات المقررة في 2014. واصدرت الرئاسة والحكومة بيانا تؤكدان فيه للمواطنين والمجتمع الدولي ان "دستور جمهورية مالاوي سيحترم بصورة تامة في ادارة الانتقال." وحثت بريطانيا والولايات المتحدة على انتقال سلس يحترم الدستور. وكانتا من كبار المانحين لمالاوي الى ان جمدتا معونات حجمها ملايين الدولارات بسبب خلافات مع موثاريكا بشأن سياساته وتصرفاته. وساد الهدوء شوارع العاصمة ليلونجوي ومدينة بلانتيري المركز التجاري يوم السبت غير ان الشرطة تولت حراسة المواقع الحيوية. ولم يحزن كثيرون من مواطني مالاوي البالغ عددهم 13 مليون نسمة على موثاريكا الذي اعتبروه حاكما مستبدا وحملوه شخصيا مسؤولية الازمة الاقتصادية الناجمة عن خلاف دبلوماسي مع القوة الاستعمارية السابقة بريطانيا قبل عام. من مابفوتو باندا (اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)