نواكشوط (رويترز) - غادر وفد ليبي موريتانيا يوم الاربعاء بدون عبد الله السنوسي مدير مخابرات معمر القذافي لكن المتحدث باسم الحكومة الليبية قال ان من المتوقع تسلمه قريبا. وتسعى كل من ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الى تسلم السنوسي الذراع اليمنى للقذافي لمحاكمته بعد اعتقاله في موريتانيا يوم الجمعة بعد وصوله على متن طائرة الى نواكشوط بجواز سفر مزيف. وهونت مصادر موريتانية من شأن تلميحات ليبية الى أن اتفاقا أنجز تقريبا بشأن تسلمه وقالت ان دولا أخرى لها موقف من القضية. وقال ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة الليبية للصحفيين قبل ركوب الطائرة ان ليبيا حصلت على تأكيد من موريتانيا بأنها ستسلم عبد الله السنوسي لكن هناك إجراءات قانونية يجب احترامها وان ليبيا ستنتظر. واضاف أنه لم يتم تحديد موعد لتسليمه لكنه سيتم قريبا. وقال مصدر دبلوماسي ان الطائرة أقلعت لاحقا في موعدها. وكان رئيس الوفد الليبي مصطفى ابو شاقور نائب رئيس الوزراء قال بعد محادثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يوم الثلاثاء ان عبد العزيز وافق على تسليم السنوسي وقال انه سيكون قريبا في سجن ليبي. لكن مصادر موريتانية اكدت ان الاتفاق تم "من حيث المبدأ" فقط وان التفاصيل النهائية مثل التوقيت لم يتم الاتفاق عليها بعد. وقال مصدر مقرب من الرئاسة الموريتانية "تمت الموافقة على مبدأ تسليم السنوسي الى ليبيا. "ما بقي تحديده هو التفاصيل مثل توقيت تسليمه." وعلى صعيد منفصل قال مصدر أمني موريتاني ان نواكشوط التي تعتمد على المساعدات التي تتلقاها من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة ان دولا أخرى لها رأي في مصير السنوسي. وشكك المصدر في امكانية نقل السنوسي يوم الاربعاء وقال "الامر لا يرجع لموريتانيا وليبيا وحدهما في تسوية هذا الأمر." وأحجم المصدر عن الخوض في المزيد من التفاصيل لكن عددا من منظمات حقوق الانسان الدولية شككت فيما اذا كان السنوسي (62 عاما) سيلقى محاكمة عادلة في ليبيا وقالت انه من الافضل ان يسلم الى المحكمة الجنائية الدولية ليواجه المحاكمة على ارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويتمتع ولد عبد العزيز - الجنرال في الجيش الذي استولى على السلطة عام 2008 وفاز في العام التالي في الانتخابات التي وصفها منافسوه بأنها مزورة - بتأييد قوي من باريس التي ساعدته على تأمين الاحترام الدولي وفي الحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي. وتسعى فرنسا لتسلم السنوسي لمزاعم بضلوعه في حادث تفجير طائرة ركاب فوق النيجر عام 1989 قتل فيه 54 فرنسيا. وقال مصدر امني موريتاني ثان لرويترز يوم الثلاثاء ان فرنسا تقول ان طلبها له الاولية على باقي الجهات المطالبة بتسلم السنوسي لانها ساعدت الاسبوع الماضي في القبض عليه. ويعتقد ان السنوسي محتجز في المركز الرئيسي لتدريب الشرطة في نواكشوط. وقالت مصادر امنية محلية ان الموقع المحاط بأسوار عالية هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يكفل أمنا كافيا للسنوسي. ويشتبه ايضا في قيام السنوسي بدور رئيسي في قتل أكثر من 1200 سجين في سجن ابو سليم عام 1996. وكان اعتقال محام يمثل أقارب الضحايا الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الليبية في فبراير شباط من العام الماضي. وتم ربط اسم السنوسي بتفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988 في حادث قتل فيه 270 شخصا. وقال مصدر دبلوماسي يوم الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة حريصة على التحقيق معه بشأن الهجوم. (اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير نبيل عدلي)