قال الجيش السوداني ان قوات من جنوب السودان اشتبكت مع قواته في منطقة حدودية يوم الاحد في أحدث اندلاع للعنف مما يثير الشكوك بشأن اتفاق عدم اعتداء وقع مؤخرا. ووصفت وزارة الخارجية السودانية الاشتباكات بانها "اعتداء سافر ومباشر على سيادة السودان وأمنه" يخالف الاعراف والمواثيق الدولية وقالت انها ستتقدم بشكوى جديدة لمجلس الامن الدولي. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد لرويترز ان قوات من جنوب السودان ومتمردين من جنوب كردفان هاجموا الساعة الثالثة صباحا منطقة بحيرة الابيض. واشار الى أن القتال لا يزال مستمرا وان الحكومة في الجنوب لا تلتزم بالاتفاق. وكان خالد يشير الى اتفاق عدم اعتداء وقعته حكومتا السودان وجنوب السودان في وقت سابق هذا الشهر بوساطة الاتحاد الافريقي لتهدئة مخاوف من ان تصاعد التوتر منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز الماضي يمكن ان يشعل فتيل حرب. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة السودان للانباء ان حكومة السودان "ستتقدم بشكوى جديدة لمجلس الامن وللاتحاد الافريقي تطلعهما على تفاصيل ما حدث وتطالبهما بالقيام بدورهما في ردع أي اعتداء على أمن واستقرار السودان." وفي علامة أخرى على استمرار الاضطرابات قالت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور انها سيطرت على منطقة جاو في هجوم مشترك مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان التابعة للجنوب. وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد فشل محادثات لوقف نزاع على تصدير النفط وانهاء العنف في المناطق الحدودية وتسوية المسائل الاخرى المتعلقة بالانفصال. وعادة ما تتبادل جوباوالخرطوم الاتهامات برعاية حركات التمرد. وفي ديسمبر كانون الاول اشتبك الجيشان في جاو وهي منطقة قريبة من العديد من حقول النفط في الجنوب وتتاخم ولاية جنوب كردفان حيث وقعت اشتباكات يوم الاحد. وفي وقت سابق هذا الشهر دعا مجلس الامن السودان والمتمردين في المناطق الحدودية مع جنوب السودان الى السماح على الفور لعمال الاغاثة التابعين للامم المتحدة بدخول المنطقة المضطربة. ويحتدم القتال منذ شهور بين الجيش السوداني ومتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال الذي يريد الاطاحة بحكومة الخرطوم في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا. ويقيم في جنوب كردفان والنيل الازرق عشرات الالاف من المقاتلين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الجنوبي ضد الخرطوم خلال الحرب الاهلية التي انتهت عام 2005. وتتهم الخرطومجوبا بمواصلة دعم المتمردين وهو ما ينفيه جنوب السودان. وتقول الاممالمتحدة ان القتال الذي دار في الشهور الاخيرة ارغم نحو 417 الف شخص على الفرار من منازلهم منهم اكثر من 80 الفا فروا الى جنوب السودان.