توجه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوم الاحد الى ايران لاجراء محادثات تستهدف دفع ايران الى تبديد مخاوفهم المتزايدة من انها ربما تسعى الى صنع اسلحة نووية. وقال هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة في مطار فيينا بينما كان الوفد المكون من خمسة افراد يستعد للسفر الى ايران "نتمنى ان نقضي يومين جيدين وبناءين في طهران." وقال في مؤتمر صحفي "الاولوية الاولى تبقى بالطبع للابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني" موضحا انه يريد ان يرى نتائج حقيقية للمناقشات مع المسؤولين الايرانيين وقلل دبلوماسيون غربيون من الآمال في تحقيق تقدم كبير في الاجتماع الذي يعقد يومي 20 و21 فبراير شباط حتى رغم ان الزيارة تأتي بعد ايام من مؤشرات بدت ايجابية لاستعداد ايران للانفتاح في نزاعها النووي الطويل مع الغرب. وقال دبلوماسي "ما زلت متشائما من ان تبدي ايران التعاون الجوهري المطلوب." وبعد جولة اولى غير مثمرة من المحادثات الشهر الماضي ستحدد نتيجة هذا الاجتماع ما اذا كانت الازمة الايرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم ستتصاعد ام ستظهر مؤشرات على التهدئة. وتنفي ايران المزاعم الغربية بأنها تسعى لصنع اسلحة نووية لكن رفضها وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم -والذي يمكن ان يستخدم في اغراض سلمية وانشطة عسكرية أيضا- واعاقتها عمليات التفتيش من جانب وكالة الطاقة الذرية اثار المخاوف بشأن برنامجها. وتزايدت حدة التوتر في الاشهر القليلة الماضية مع تبني الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات نفطية وتهديد ايران بالانتقام باغلاق مضيق هرمز الممر الرئيسي للنفط الخليجي. لكن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي اعربا عن تفاؤلهما الحذر يوم الجمعة تجاه مؤشرات على ان ايران ربما تكون لديها الرغبة في التفاوض مع القوى الكبرى في محادثات جديدة. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ومسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان رسالة ايران التي تسلمتها اشتون الاسبوع الماضي تمثل خطوة الى الامام. واقترحت ايران في رسالة الى اشتون - التي تتولى الاتصالات مع ايران نيابة عن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا - استئناف المحادثات وقالت ان طهران سيكون لديها "مبادرات جديدة" على طاولة المفاوضات. ونقل التلفزيون الحكومي الايراني عن وزير الخارجية علي اكبر صالحي قوله يوم الاحد "في هذه المفاوضات نبحث عن سبيل للخروج من المسألة النووية الايرانية الحالية تجعل الطرفين فائزين." وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ايران ان تفسر ما توصلت اليه تقارير مخابرات - وهو ما فصله تقرير للوكالة صدر في نوفمبر تشرين الثاني - عن ابحاث واعمال تطوير تشير الى برنامج تسلح نووي كما تريد من ايران السماح لها بدخول المنشآت النووية والاطلاع على الوثائق ومقابلة الاشخاص ذوي الصلة بالتفتيش. وقال ناكيرتس "نريد التعامل مع المسائل المعلقة" لكنه في الوقت نفسه اقر بصعوبة الامر وانه "قد يستغرق وقتا". وابدت ايران استعدادها للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات للتعامل مع تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنها دائما ما ترفض المزاعم وتقول انها زائفة ولا اساس لها وهو ما يزيد من التشكك في نواياها النووية. وتشك العواصمالغربية في ان ايران تحاول كسب الوقت عن طريق عرض "محادثات بشأن المحادثات" بينما تواصل تخصيب اليورانيوم في مخبأ جبلي ربما يكون حصينا في مواجهة اي ضربات جوية لم تستبعدها الولاياتالمتحدة واسرائيل اذا فشلت السبل الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الايراني. وقال دبلوماسيون في فيينا لرويترز ان ايران ضاعفت الشهر الماضي من قدرتها على انتاج اليورانيوم المخصب في منشأة فوردو التي تقع تحت الارض قرب مدينة قم الشيعية المقدسة. وتقول الجمهورية الاسلامية انها تقوم بتخصيب اليورانيوم من اجل توليد الكهرباء وانتاج الوقود لمفاعل بحثي طبي لا لصنع القنابل. ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران ربما توافق على تقديم تنازلات محدودة لتحاول التخفيف من شدة الضغوط الدولية المتزايدة عليها.