تجد تطورات الاوضاع في سوريا مكانا لها على الصفحة الاولى في صحيفتين من صحف السبت، وتزخر اخرى بالتقارير المطولة في الداخل والمقالات والتعليقات. ومع تزايد وتيرة العنف، خاصة مع تفجيرات حلب واستمرار القصف لحمص لاكثر من اسبوع، تتسع مساحة التغطية. تحت عنوان تزايد الضغط لتسليح المتمردين ، تنشر الفاينانشيال تايمز تقريرا موسعا لمراسليها في واشنطن ولندن. يقول التقرير انه مع استمرار قصف النظام السوري لمدينة حمص في محاولة لسحق الانتفاضة ضده يتصاعد الجدل بشأن تسليح جماعة الجيش السوري الحر المناوئ لنظام الرئيس بشار الاسد. وتنقل الصحيفة وجهة نظر المؤيدين لتسليح المعارضة الذين يرون في استمرار قصف حمص مبررا لتسليح المعارضة لترد على عنف النظام. اما وجهة النظر الاخرى التي تعارض فترى ان تسليح المعارضين سيزيد من اعمال القتل. ومن اشد المتحمسين لتسليح المعارضة السورية السناتور الجمهوري الامريكي جون ماكين. ويشير التقرير الى مشروع قرار من جانب الحزبين الرئيسيين في امريكا قدم الى مجلس الشيوخ الجمعة يطالب حكومة الرئيس اوباما بتقديم الدعم المادي والفني للمعارضة السورية. ويقول التقرير ان جماعات الضغط المرتبطة بالمعارضة السورية، وبمعاونة نشطاء امريكيين، تروج للدعم عبر معاهد ومؤسسات الفكر الامريكية. الا ان ادارة اوباما تستبعد حتى الان التدخل العسكري، وتطالب بما تسميه حوار تفاوضي حول انتقال ديمقراطي . اما في اوروبا، فان بريطانيا وفرنسا لا تريدان تكرار دورهما في ليبيا كما ان تركيا تسعى للبحث عن حل للازمة السورية لكنها لا تتحدث عن تدخل عسكري. ويشكك تقرير الفاينانشيال تايمز في انه لا الجامعة العربية، التي ستجتمع لبحث الوضع في ليبيا، ولا مجلس التعاون الخليجي سيتفق بشأن تسليح المعارضة. ويضيف التقرير ان ذلك هو المتوقع رغم وجود قطر في مجلس التعاون وهي التي تدعو صراحة للتدخل العسكري. وفي الاندبندنت يكتب روبرت فيسك مقالا بعنوان الا يمكن ان يكون في المعارضة اشرار ايضا . ويقول الكاتب انه سمع في بيروت عن الاسلاميين بين عناصر الجيش السوري الحر المنشقين عن الجيش السوري النظامي. ويؤكد فيسك على ان تقارير القتل والقصف من جانب النظام لحمص وغيرها صحيحة، لكنه يتساءل حول تسليح المعارضة وامكانية اذكاء الخلافات الدموية. ويشير الكاتب الى حماسة السناتور الامريكي جون ماكين لتسليح المعارضة السورية، مذكرا بحماسته في تأييد التدخل العسكري في ليبيا. ويخلص روبرت فيسك الى ما يمكن ان يكون عليه الحال لو تم تسليح المعارضين في الجيش السوري الحر. اما الديلي تلغراف فتنشر تقريرا موسعا حول سيطرة المعارضة المسلحة على منطقة خارج حمص وتحويلها الى سوريا الحرة . ويقول مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر ان الناس يتجولون في الشوارع بحرية رغم اصوات القصف القريبة في حمص. وينقل الكاتب عن النشطاء الذن يقصدون المنطقة العازلة تلك قولهم انه في النهاية تحقق ما كانوا يطالبون تركيا او حلف الناتو بان يفعله. ويرتفع علم سوريا الجديدة في المنطقة، وهو علم البلاد مع استبدال اللون الاحمر فيه باللون الاخضر. تنشر الاندبندنت تقريرا موسعا عن الاعتذار العلني الذي تبثه بي بي سي السبت ليصل الى 74 مليون مشاهد عبر العالم بسبب سلسلة من البرامج الاخبارية شابتها انتهاك معايير الحيادية التي تضعها الهيئة لنفسها. وكانت الاندبندنت نشرت سلسلة تحقيقات حول الموضوع الذي تعود تفاصيله الى تكليف بي بي سي شركة خاصة لانتاج برامج لها بينما تلك الشركة لها مصالح مع الدول التي تناولتها البرامج. واوقفت بي بي سي التعامل مع الشركة وشددت من اجراءات الانتاج الخارجي وعدم اللجوء للاقل كلفة على حساب الجودة. وكانت اشهر البرامج هي التي انتجتها الشركة عن ماليزيا في الوقت الذي كانت متعاقدة مع الحكومة الماليزية للترويج لها في الخارج. وتكرر الامر ايضا مع برنامج كلفت به بي بي سي الشركة، واسمها اف بي سي، عن مصر في الوقت الذي كانت الشركة متعاقدة على حملة علاقات عامة مع حكم مبارك. وكان عقد الشركة مع مصر للترويج للحكومة على انها ليبرالية ومنفتحة ، وجاء برنامجها لبي بي سي (وعنوانه العين الثالثة: مصر ) ليحذر من خطر سيطرة الاصوليين الاسلاميين.