تفيد الأنباء الواردة من إيران بأن عددا من الأشخاص اعتقلوا بسبب ما ُذكر عن صلاتهم بالقسم الفارسي في بي بي سي. وأوردت وكالة الأنباء شبه الرسمية الإيرانية مهر Mehr أن هؤلاء يشاركون في جمع الأخبار وتوظيف صحفيين إيرانيين وتدريبهم، إضافة الى ترتيب زيارات لهم خارج البلاد . لكن بي بي سي قالت في بيان لها إنه لا يوجد صحفيون يعملون لحسابها داخل إيران. وجاء في البيان أن الأنباء التي تتحدث عن إعتقالات لا بد أن تثير قلقا بالغا لكل الذين يؤمنون بحرية الإعلام وإستقلاله . وجاء في البيان إن الاعتقالات المذكورة يجب ان تحظى بعناية خاصة من قبل كل من يعتقد بحرية واستقلالية الصحافة. وكانت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قد اتهمت السلطات الايرانية بممارسة سياسة ارهابية ضد موظفيها، بعد إجراءات عدة مارستها طهران على موظفي القسم الفارسي في بي بي سي، وعائلاتهم، من خلال اختلاق قصص تهدف الى تشويه سمعة هؤلاء الموظفين، وهم من اصل ايراني. وتقول بي بي سي إن السلطات الايرانية تمارس نوعا من التجسس والتنصت على هؤلاء الصحفيين اضافة الى اعتقال اقاربهم في ايران . واتهم المدير العام لبي بي سي، مارك تومسون، السلطات الايرانية بشنها حملة من الاستئساد والعنف ضد صحفيي بي بي سي الايرانيين. وقال تومسون ان شقيقة إحدى موظفات القسم الفارسي، قد اعتقلت في النصف الثاني من شهر يناير/كانون الأول الماضي، حيث احتجزت في زنزانة عزل في احد مراكز الاعتقال في طهران. وهي حادثة واحدة مما يتعرض له اقرباء الصحفيين الايرانيين العاملين في بي بي سي الفارسي. واطلقت السلطات الايرانية سراح تلك السيدة في وقت لاحق. وقال تومسون إن البريد الالكتروني للصحفيين الايرانيين، وصفحاتهم على فيسبوك قد تعرضت للقرصنة والتجسس، إضافة الى تعرضهم الى ادعاءات كاذبة تتعلق بالتحرش الجنسي، وتهريب المخدرات، وارتكاب جرائم مالية، بهدف تشويه سمعتهم في المجتمع الايراني المحافظ. ويؤكد العاملون في القسم الفارسي انهم يتعرضون لضغوط على الدوام وان هذه السياسة ليست جديدة عليهم، مشيرين الى أنه لايمكنهم العودة الى ايران بعد ان وظفوا في بي بي سي. وقال ابراهيم خليلي مدير التحرير في القسم الفارسي إن الموظفين عندما يريدون ان يزوروا عائلاتهم فإنهم يضطرون الى السفر الى دولة قريبة من ايران للإلتقاء بهم سرا، وذلك خشية تعرض أهاليهم الى الاعتقال والتعنيف بعد عودتهم الى بلادهم. اتهامات ايرانية لبي بي سي وكانت السلطات الايرانية قد اتهمت بي بي سي بالتحريض على الشغب، في اعقاب اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد عام 2009. كما تتهم طهران بي بي سي بالعمل كغطاء للمخابرات البريطانية. وبث القسم الفارسي في بي بي سي بعض شرائط الفيديو على موقعه التي تظهر تظاهرات احتجاجية ومقابلات مع محتجين افادوا بمقتل وجرح بعض الايرانيين. كما تحدثوا عن الاعتقالات التعسفية التي تشنها السلطات الايرانية ضد المعارضين لنظام طهران. ويذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وايران قد تدهوت إثر التوتر الذي نجم عن الخلافات حول المشروع النووي الايراني.