بيبور (جنوب السودان) (رويترز) - قالت الاممالمتحدة ان قرار جنوب السودان وقف انتاج النفط سيجعل المزيد من سكانه يعتمدون على المساعدات الغذائية في واحدة من أقل الدول نموا في العالم. وقرر جنوب السودان الذي لا يطل على منافذ بحرية والذي يعتمد على ايرادات النفط وقف انتاجه من النفط الاسبوع الماضي ردا على استيلاء السودان المجاور على بعض من نفطه بسبب خلاف على رسوم استخدام خط أنابيب عبر أراضي السودان. ويحتاج جنوب السودان الى تصدير نفطه عبر منشآت تصدير سودانية لكن الدولتين فشلتا في الاتفاق على رسوم نقل النفط. ومن المتوقع استئناف محادثات يرعاها الاتحاد الافريقي الاسبوع القادم ولكن دبلوماسيين يقولون انه لا يوجد حل وسط في المستقبل المنظور. وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز الماضي ولكن الحرب الاهلية والاهمال اللذين استمرا لعقود تركا الدولة في القاع من حيث جميع مؤشرات التنمية. ويحذر برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة من أن نحو ثلث سكان جنوب السودان سيحتاجون الى مساعدات غذائية هذا العام. وقالت فاليري أموس وكيلة الامين العام للشؤون الانسانية "الوضع في البلاد بالغ الخطورة واحتمال أن تشهد تراجعا خطيرا احتمال واقعي تماما." وقالت في وقت متأخر يوم الخميس بعد زيارة لبلدة بيبور في ولاية جونقلي التي تضررت بشدة بسبب أعمال عنف بين القبائل ان جنوب السودان سيشهد في عام 2012 "موسم جوع أطول" ومبكر مقارنة بالعام المنصرم. وقالت أموس "اذا توقف انتاج النفط سيشعر كثير من الناس بالاثار وستزداد الاحتياجات الانسانية حتما والجهود المشتركة للحكومة ووكالات المعونة والمانحين لن تكفي." ومضت تقول "العالم بأسره يشعر بالقلق لانهيار المحادثات بين السودان وجنوب السودان على النحو الذي انهارت به. ان السلام والامن والاستقرار هو ما يحتاجه الشعب في السودان وفي جنوب السودان." والنفط هو شريان الحياة لاقتصاد الدولتين ولكن جنوب السودان أكثر تأثرا نظرا للحرب التي دمرته وحاجته لان يبنى من الصفر تقريبا. وتشكل ايرادات النفط ما يصل الى 98 في المئة من دخل الدولة بينما كانت تشكل أكثر من 50 في المئة في السودان السابق الموحد. وقالت أموس ان القتال بين قبائل المورلي وقبائل النوير في ولاية جونقلي والتي بدأت في عيد الميلاد أضرت الان بما يزيد على 140 ألف شخص بزيادة قدرها 20 ألفا عما كان مقدرا في السابق. وقالت أموس ان نحو 700 ألف من أبناء جنوب السودان مازالوا يعيشون في السودان قد يعودون الى بلدهم قريبا ليلحقوا بنحو 360 ألفا اخرين وصلوا منذ أواخر عام 2010 مما يفرض ضغوطا كبيرة على الدولة الوليدة وعلى جهود الاغاثة لمساعدتهم. وقالت أموس "نعمل بالفعل بأقصى طاقتنا (هناك) تحديات نواجهها فيما يتعلق بجمع الاموال لعمليات النقل الجوية لان شبكة النقل غير موجودة فعليا لا نستطيع نقل الغذاء والامدادات الاخرى برا." وقال السودان انه سيعامل أبناء جنوب السودان المقيمين كأجانب اعتبارا من أبريل نيسان القادم مما يلزمهم بالحصول على تصاريح اقامة يكافحون من أجل الحصول عليها لان جوبا لم تفتح بعد سفارة تعمل بشكل كامل في الخرطوم. والى جانب النفط يتعين على الدولتين ترسيم حدودهما المشتركة والتوصل الى حل لتقاسم دين خارجي للسودان حجمه 38 مليار دولار وانهاء صراع على منطقة أبيي المتنازع عليها.