اشار رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني السبت في دافوس الى وجود "نقص في الثقة" بين اسلام اباد وواشنطن منتقدا استئناف غارات الطائرات بدون طيار للمناطق القبلية شمال غرب باكستان. وقال جيلاني للصحافيين في منتدى دافوس الاقتصادي ان غارات "الطائرات بدون طيار غير فعالة وتاتي بنتائج عكسية. هناك بعض الناشطين المعزولين المنظمين جيدا والمتحدرين من القبائل المحلية والغارات التي تشنها تلك الطائرات تثير تعاطفا معهم". وتظاهر اكثر من مئة الف من انصار جماعة علماء الاسلام الجمعة في باكستان احتجاجا على تلك الغارات. وتابع رئيس الوزراء الباكستاني "اننا لم نسمح ابدا بهجمات الطائرات بدون طيار ونقول دائما انها غير مقبولة وغير شرعية وغير مفيدة وتزيد من صعوبة عمل المسؤولين السياسيين والعسكريين". وقد تدهورت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان كثيرا خلال السنة المنصرمة اثر العملية الاميركية التي استهدفت في الثاني من ايار/مايو مخبا اسامة بن لادن في ابوت اباد. وانتقد الجيش الباكستانيالولاياتالمتحدة لانها لم تبلغه بالهجوم ولانتهاكها سيادة البلاد. ومما زاد في تدهور العلاقات الثنائية الخطا الذي ارتكبته قوات الحلف الاطلسي واسفر عن مقتل 24 جنديا باكستانيا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وتكثفت الغارات الاميركية على المناطق القبلية الباكستانية التي بدات في 2004 والتي تستهدف مقاتلي طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة ومعظمهم من المقاتلين الاسلاميين الاجانب، خلال السنوات الثلاث الاخيرة حيث نفذ اكثر من 220 هجوما منذ 2008. وقد اوقفت الولاياتالمتحدة غارات هذه الطائرات اثر قصف الحلف الاطلسي الذي استهدف في تشرين الثاني/نوفمبر معسكرين باكستانيين قرب الحدود الافغانية واسفر عن مقتل 24 جنديا لكنها استانفتها لاحقا. وقال جيلاني ان باكستان تريد من الان فصاعدا التفاوض حول قواعد التزام جديدة مع الولاياتالمتحدة موضحا "نحن في حاجة الى ضمانات بعدم تكرار تلك العمليات الاحادية الجانب مثل ابوت اباد، ثمة نقص في الثقة". واعتبر رئيس الوزراء ان من مصلحة البلدين التعاون كشريكين "اننا نريد العمل سويا ومحاربة الناشطين والارهابيين، لقد دفعنا ثمنا باهضا من اجل ذلك". وقتل اكثر من ثلاثة الاف جندي باكستاني في تلك المعارك فيما اسفرت الاعتداءات الهجمات التي يشنها المقاتلون في المناطق القبلية عن سقوط نحو 4800 قتيل في مختلف انحاء باكستان منذ تموز/يوليو 2007.
