يبدو أن الفلسطينيين ليسوا شعبا جرى اختراعه فحسب، كما يقول نيوت غينغريتش، لكنهم العرب الوحيدين في حوض المتوسط الذين حرموا ليس فقط من الربيع، بل حتى الشتاء، كما يكتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت. في مقاله يستعرض فيسك باستغراب موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الثورات العربية، والصمت الذي التزمه حيالها، مع أن التغيرات التي تجري على الساحات العربية لا بد أن يكون لها أثر على إسرائيل. يقول فيسك إن الشعوب التي لم تعد تحتمل حكم ديكتاتور لن تسعى الى توقيع معاهدات سلام مع دولة توسعية على وشك أن تبني مساكن لألفي مستوطن، بقرار اتخذه نتنياهو الخريف الماضي عقابا للفلسطينيين على سعيهم للحصول على اعتراف أممي بدولة مستقلة. أوباما ايضا يلتزم الصمت، يقول فيسك، فلا يحتج على ممارسات إسرائيلية غير مشروعة، كاحتجاز إسرائيل أموال الضرائب التي تخص الفلسطينيين عقابا لهم على السعي للحصول على دولة مستقلة. أوباما بدوره عاقب الفلسطينيين لنفس السبب، فقد حجب عنهم ملايين الدولارات، وكذلك حجب تمويل منظمة اليونيسكو لأنها قبلت فلسطين عضوا بها. لم يكسر الصمت سوى شخصيات يسارية من أمثال ميكو بيليد، ابن الجنرال الإسرائيلي السابق ماتي بيليد، الذي يطوف الولاياتالمتحدة للتحذير من مخاطر السياسات الإسرائيلية. يتطرق بيليد الى خطة إسرائيلية تهدد بإجلاء آلاف الفلسطينيين عن منازلهم في ضاحية سلوان القريبة من القدس حتى تبني مكانها منتزها يخلد ذكرى حدث تاريخي يهودي لا يدعم وقوعه أي دليل علمي، اي إلغاء وجود بشر في الحاضر من أجل تخليد أساطير من الماضي لا دليل على وقوعها، كما يكتب فيسك في مقاله. لماذا ينتقد الشاعر السوري علي أحمد سعيد المعروف أدبيا باسم أدونيس انخراط الفنانين والأدباء في السياسة؟ وهل هو مع الثورات العربية ؟ وما هو موقفه من الإسلاميين؟ هذه الأسئلة وجهتها له الصحفية مايا جاغي التي نشرت في صحيفة الغارديان مقالا مطولا عن حياته وشعره ومواقفه السياسية وقناعاته الفلسفية. أنا ضد استبداد الأنظمة، ولكن لا أرحب بوصول الإسلاميين إلى السلطة ، يقول أدونيس في المقابلة، ويضيف أن الديكتاتورية العسكرية تسيطر على العقل، أما الحكم الإسلامي فيسيطر على العقل والجسد. ولكن ماذا إذا وصل الإسلاميون إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية؟ ليست الديمقراطية الحل الأمثل في هذه الحالة، ولكنها بالطبع أفضل من الديكتاتورية، إلا أنه سيكون ضدها لو جلبت الإسلاميين. يكرر الشاعر في المقابلة التأكيد على أنه ضد الاستبداد، ولكنه ضد استخدام العنف وضد التدخل الأجنبي، وانه من مدرسة غاندي لا من معجبي غيفارا. يقول أدونيس في المقابلة إن الغرب لا يتدخل في الدول العربية من منطلق الحرص على حقوق الإنسان، لأنه لو كان هذا صحيحا لكان تدخل لنصرة الفلسطينيين . يؤكد أدونيس في المقابلة على أنه مع الثورة لكنه لا يشارك فيها، فللشاعر كما يقول، دور مختلف. في صحيفة الديلي تلغراف نطالع تقريرا أعده ايدريان بلومفيلد مراسل شؤون الشرق الأوسط، اختار له عنوان القتل الطائفي للأبرياء في سوريا . يصف معد التقرير بإسهاب أربعة ضحايا بينهم ثلاثة أطفال،من عائلة واحدة هي عائلة البهادر. يقول الكاتب إن أفراد العائلة من المسلمين السنة من سكان مدينة حمص، وينقل عن جيران العائلة في حي كرم الزيتون إن ميليشيات علوية تابعة للنظام هي التي قتلتهم انتقاما لمقتل بعض أفرادها على أيدي ثوار من السنة. ويشير الكاتب الى تصاعد أحداث العنف في الفترة الأخيرة، ويذكر أن أكثر مئة شخص قتلوا خلال 48 ساعة، وسقط قتلى في مدينة حلب للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات. ولم تكن التلغراف هي الصحيفة البريطانية الوحيدة التي شغل فيها الوضع في سوريا حيزا معتبرا في أكثر من صفحة، فلم تخل صحيفة من التقارير والتحليلات والمواد الإخبارية بعضها أعده مراسلون من مواقع الحدث. في صحيفة التايمز يحمل التقرير الذي أعده محرر الشؤون الدولية للصحيفة في الخطوط الأمامية ريتشارد بيستون عنوان الثوار يسيطرون على دمشق شارعا شارعا . يصف المحرر تشييع جنازة أحد القتلى في مقبرة غير بعيدة عن وسط العاصمة دمشق، حيث كان المشيعون يرددون هتافات تتوعد الرئيس بشار الاسد بالموت، بينما اتخذ أفراد من جيش سوريا الحر مواقعهم تحسبا لظهور قوات من الجيش أو أمن النظام، وهو ما لم يحدث. يستدل المراسل من هذا على أن السلطات تفقد سيطرتها على المدينة، شارعا شارعا، خاصة بعد أن تأكد أن الحي بأجمعه أصبح بأيدي مسلحي جيش سوريا الحر، كما هي حل أحياء أخرى يقطنها سنة. ويقول معد التقرير إن الوجود الأمني لعناصر النظام يقتصر على مواقع عند مدخل المنطقة.