داهمت قوات الحكومة الصومالية تدعمها قوات الاتحاد الافريقي مخابئ للمتمردين الاسلاميين في مقديشو الجمعة معززة بدبابات ومدفعية، ورد المتمردون باطلاق النار ما اسفر عن مقتل اربعة بين جنود حكوميين ومسؤولين. وتوغلت قوات الاتحاد الافريقي في الصومال (اميسوم) داخل ضواحي حليوة وغوبتا بشمال العاصمة، وهي المناطق التي ما زال متمردو الشباب المرتبطون بالقاعدة يسيطرون عليها. وصرح القائد العسكري الصومالي عبد الله علي للصحافيين "سيطرت القوات الحكومية تدعمها قوات اميسوم لحفظ السلام على المنطقة المحدودة في شمال مقديشو التي تواجدت عناصر عنيفة بها". وقالت القوة في بيان ان جنودها "قاتلو بقوة وحققوا هدفهم بتأمين الحدود الشمالية للمدينة" حيث اوردوا ايضا سيطرتهم على جامعة مقديشو ومنطقة مدافن بركة. وكان مقاتلو الشباب المتشددون قد تخلوا عن مواقعهم الثابتة في اغلب انحاء مقديشو في اب/اغسطس الماضي غير انهم ما زالوا يسيطرون على جيوب صغيرة على مشارف العاصمة. ومنذ الانسحاب التكتيكي، ركز المتمردون الاسلاميون على اساليب حرب العصابات في مقديشو حيث شنوا سلسلة من الهجمات بينها تفجيرات بالقنابل على الطرق وتفجيرات باستخدام قنابل يدوية لاستهداف القوات الحكومية المدعومة من الغرب فضلا عن قوات الاتحاد الافريقي. وقال مصور لفرانس برس ان ثلاثة جنود صوماليين ومسؤولا حكوميا قتلوا حينما تعرضت القافلة التي كانوا بها وضمت صحافيين لهجوم شنه مقاتلو الشباب قرب بؤر القتال. وقال المصور الذي تواجد ضمن القافلة "تعرضت قافلتنا لكمين نصبه الشباب - اصابوا بقذيفة صاروخية احدى المركبات وقتل مسؤولون حكوميون"، مضيفا ان الصحافيين نجوا دون اصابات. وتابع قائلا "عمت الفوضى واتت قذائف الهاون على اغلب الاشجار بمحاذاة الطريق بينما تضررت المساكن". ووصف شهود هجوم قوات الاتحاد الافريقي بالكبير حيث تقاتل القوات الافريقية مقاتلي الشباب وتدافع عن الحكومة المدعومة من جانب الغرب منذ العام 2007. واعلنت اميسوم ان هجومها اتاح لها "للمرة الاولى.. تأمين منطقة خارج" المدينة، رغم انها تمكنت سابقا من التوغل في مناطق خارج حدود المدينة خلال عمليات سابقة ضد مواقع للشباب. وقال القائد العسكري الصومالي عبد الله علي "انها عملية عسكرية اخيرة للقضاء على الارهابيين في المدينة". وقالت القوات الافريقية ان اثنين من قوات اميسوم اصيبا في الهجوم. واشار الشاهد احمد سامو الى وقوع قتال عنيف بقوله "شاهدنا قوات من اميسوم الى جانب دبابات وقوات حكومية تتوغل في مناطق حليوة وغوبتا، وكان مقاتلو الشباب يردون بإطلاق النار ولكن تم دحرهم". وقال الشاهد الاخر سمير عبد القادر "تطلق قوات اميسوم مدفعية كثيفة وقد شاهدت عديدا من القوات يتوغلون في مناطق ظلت منذ فترة في ايدي الشباب". واكد قادة الشباب القتال ولم يقدموا تفاصيل. يذكر ان قوات جيوش اقليمية تعمل على تطويق المتمردين الاسلاميين حيث تتوغل قوات كينية في اقصى جنوب البلاد بينما تتدخل قوات اثيوبية غربا وتنتشر قوات الاتحاد الافريقي في مقديشو حيث تضم زهاء عشرة الاف جندي من اوغندا وبوروندي وجيبوتي. وقد صرح قائد قوات اميسوم الميجور فريد موغيشا ان 98% من مقديشو باتت خالية من المتمردين، غير ان المدينة ما زالت بين اخطر بقاع العالم وتشهد ازمة انسانية حادة فضلا عن دمار جراء اكثر من عقدين من الحرب. وبحسب تقديرات الاممالمتحدة، يواجه قرابة ربع مليون نسمة الجوع في مناطق اعلنتها المنظمة الدولية ضمن نطاق المجاعة في الصومال، بينما يعاني نحو اربعة ملايين من الصوماليين من حاجة ماسة للمساعدات في انحاء متفرقة من البلد في القرن الافريقي. وكان الصومال هو البلد الاشد تضررا في القرن الافريقي جراء موجة الجفاف التي شهدتها المنطقة مؤخرا والتي تركت نحو 12 مليون نسمة يواجهون نقصا غذائيا حادا.