بنغازي (رويترز) - تظاهر مئات من الجنود الليبيين يوم الخميس في مدينة بنغازي بشرق ليبيا مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة ومشتكين من ميليشيات استولت على قواعدهم ولا تهتم بالانضمام الي جيش وطني جديد. وتجمع الجنود -وهم جزء من قوات همشها الزعيم المخلوع معمر القذافي- خارج فرع للبنك المركزي في بنغازي وهم يرتدون زيهم العسكري ويحملون اسلحتهم. وقالوا انه ينبغي للحكومة الجديدة ان تركز على بناء جيش جديد وليس دفع مكافات نقدية للمقاتلين السابقين الذين شكلوا ميليشيات محلية قوية منذ الاطاحة بالقذافي. وقال المبروك عبد الله العريبي الذي كان يعمل بادارة المحاسبات بالجيش لكنه الان في الشرطة العسكرية "الثوار لا يريدون الانضمام الى جيش نظامي.. هم يريديون الابقاء على وضعهم الحالي." ولم يثق الدكتاتور المخلوع في الجيش وفكك فعليا القوات المسلحة في عقد التسعينات تاركا لها القليل من الافراد والاسلحة. ووضع القذافي القوة الحقيقية في ايدي الكتائب الموالية له التي تحركت بسرعة لسحق الاحتجاجات ضده في فبراير شباط. وانشق عدد كبير من ضباط الجيش في الايام الاولى للانتفاضة. وتعرض بعض الجنود العاديين لضغوط للقتال دفاعا عن القذافي لكن كثيرين بقوا في منازلهم او انضموا الي الثورة. وقال العريبي (28 عاما) "لنا ثلاثة أشهر لم نحصل على رواتبنا... المجلس الوطني يهمش الجيش الليبي ... هم مؤيدون للميليشيات." وفي وقت سابق من هذا الاسبوع عينت ليبيا رئيسا لاركان القوات المسلحة في اول خطوة مهمة لبناء جيش جديد. وقال العريبي انه ينبغي للمجلس الوطني الانتقالي ان يبدأ على الفور اعادة تنظيم الجيش مضيفا ان المعسكرات العسكرية تسيطر عليها الميليشيات وليس الجيش. وعبر ابراهيم السحاتي (50 عاما) -الذي خدم في الجيش 32 عاما وانضم الي الشرطة العسكرية بعد الحرب الاهلية التي أطاحت بالقذافي- عن قلق أكبر بشان اعالة اطفاله الثمانية. وقال "كل مرة أذهب فيها الي معسكر الجيش لاطلب راتبي يقولون انني سأحصل عليه وهذا يحدث منذ اربعة اشهر." "لدي اطفال والعام الدراسي على وشك ان يبدأ ... الاطفال يحتاجون ملابس وحقائب وادوات مدرسية وكتبا وليس لدي ما ادفع به كل هذه التكاليف." وقال السحاتي ان ادارة البنك وافقت على ان تدفع للمحتجين راتب شهرين لكنه لا يعرف متى سيحصل على الاموال.