توجهت زوجة الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ إلى بيونغيانغ لتقديم العزاء في وفاة زعيم كوريا الشمالية الراحل كيم جونغ إيل. وتعتبر لي هي -هو السيدة الأولى سابقا في كوريا الجنوبية الشخصية الأبرز ضمن وفدين رسمين سمحت لهما سول بزيارة كوريا الشمالية. يذكر أن الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق كيم داي جونغ صاحب مبادرة تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية. وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية إن لي هي -هو البالغة من العمر 89 عاما لا تمثل الحكومة خلال زيارتها إلى بيونغيانغ وأنها لن تبقى لحضور مراسم الجنازة يوم الأربعاء القادم. في غضون ذلك تواصل وسائل الإعلام في كوريا الشمالية حملاتها لدعم الزعيم الجديد للبلاد كيم جونغ اون نجل الزعيم السابق وتصفه بأنه خليفة والده. ووصفت صحيفة رودونغ سينمن جونغ اون بأنه رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم ما يعني أنه أصبح الآن متحكما في واحدة من أعلى جهات صنع القرار في البلاد. وكانت الصحيفة قد أطلقت في عدد سابق لها على زعيم البلاد الجديد لقب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد سمحت سول لوفدين غير رسميين بالسفر لكوريا الشمالية لتقديم العزاء وأعلنت عدم إرسال أي مسؤولين لمراسم تشييع الزعيم الشمالي الراحل المقرر إجراؤها الأربعاء القادم. وأغضب قرار كوريا الجنوبية بعد السماح لمواطنيها بالسفر لتقديم العزاء بيونغيانغ التي حذرت بدورها مما وصفته ب الآثار الخطيرة لهذا القرار على العلاقات بين البلدين. من جانبها أعربت لي هي -هو التي التقت بالزعيم الراحل كيم جونغ إيل في قمة عام 2000 عن أملها في أن تساعد زيارتها على تحسين العلاقات بين البلدين. وأضافت كما أرسل الرئيس كيم جونغ إيل وفدا للتعزية إلى سول عند وفاة زوجي عام 2009، أعتقد أنه من واجبنا أن نعبر عن عزائنا . وكان الزعيم الكوري الجنوبي كيم داي جونغ يقود ما يعرف ب سياسة سن شاين أو سياسة شروق الشمس في محاولة لإشراك كوريا الشمالية في الجهود الدبلوماسية. إلا أن الحكومة الجنوبية الحالية تخلت عن هذه السياسة عام 2008 وتبنت منذ ذلك الحين سياسة أكثر صرامة تجاه الجارة الشمالية. وعبرت لي هي -هو إلى بيونغيانغ برا لتبدأ زيارة من المتوقع أن تستغرق يومين اثنين. ويضم الوفد المصاحب لها هيون جونغ ايون رئيسة شركة هيونداي لتقديم واجب التعازي. وكانت شركة هيونداي في مقدمة الشركات التي بذلت جهودا لبناء علاقات عمل مشتركة مع الشمال. يذكر أن الزعيم الراحل كيم جونغ ايل قد أرسل تعازيه إلى هيون جونغ ايون عندما توفي زوجها. ويتواصل الاثنين تدفق حشود المواطنين إلى ميدان كيم ايل سونغ في بيونغيانغ حيث وضعت صورة كبيرة للزعيم الراحل وسط الميدان يصطف أمامها الكوريون لتقديم تعازيهم. وينفجر العديد من هؤلاء في بكاء شديد حزنا على وفاة كيم جونغ ايل وهو مشهد متكرر على شاشات تلفزيون الدولة. وتسعى العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية إلى استمرار سيطرتها على السلطة وهي الآن العائلة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في العالم. وكان كيم جونغ إيل قد ورث الحكم عن أبيه كيم إيل سونغ عام 1994 بعد أن تم إعداده لتولي منصبه على مدار عقدين من الزمان. وعلى النقيض، جاء ابنه كيم جونغ اون إلى السلطة وهو في أواخر العشرينات من العمر وله خبرة سياسية محدودة. ويقول محللون إن جونغ اون سيكون محاطا بمجموعة من الخبراء والأقارب من العسكريين إذ تحاول النخبة في بيونغيانغ الاستمرار في السلطة.