صاحب آلاف من المشيعين نعش الزعيم التشيكي الراحل فاتسلاف هافل في طريقه إلى قلعة براغ ليدفن هناك. ويتزامن هذا الموكب الجنائزي مع بدء حداد رسمي على مستوى الدولة لثلاثة أيام من أجل الزعيم الراحل الذي توفي يوم الأحد عن عمر يناهز 75 عاما. وقد أشاد الكثيرون بحياة هافل وهم يمرون بقلب المدينة التاريخي، وهم يحملون نعش معارض وكاتب مسرحي قاد ما سمي بالثورة المخملية التي أطاحت بالنظام الشيوعي عام 1989. وسيتم عقد مراسم الجنازة الرسمية لهافل كأول رئيس تشيكي يوم الجمعة القادم. الطريق الملكي وكانت عربة خاصة تحمل نعش هافل ويتبعها أفراد عائلته وآلاف من الجماهير وقد ارتدى الكثيرون منهم الملابس السوداء. وقد مر النعش بقلب مدينة أولد تاون التي يرجع تاريحها إلى العصور الوسطى مرورا بجسر تشارلز الذي يعود تاريخه للقرن الرابع عشر، ثم توجه عبر تل شديد الانحدار يؤدي إلى القلعة. ويعرف هذا الطريق بالطريق الملكي الذي كان يستخدمه الملوك والأباطرة لعدة قرون. واصطف على جانبي الجسر آلاف من الناس لمشاهدة نعش الزعيم الراحل وهو يمر أمامهم. وكان العلم التشيكي يلف نعش هافل وقد تم وضعه فوق عربة تجرها الخيول و يرافقها جنود يرتدون زيا خاصا بمراسم الجنازة في الطريق إلى قلعة براغ. وستتم مراسم تشيع هافل في كاتدرائية سانت فيتس في براغ كأول جنازة رسمية على مستوى الدولة منذ الاستقلال، ومن المتوقع أن يحضرها شخصيات بارزة من جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن تحضر مراسم التأبين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي كان زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قد زار ناد لموسيقى الجاز برفقة الرئيس التشيكي الراحل عام 1994. ومن المتوقع أيضا أن يحضر روؤساء الدول والحكومات من كل من فرنسا وألمانيا وإسرائيل والنمسا، وزعماء من أوروبا الشرقية من جورجيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وليتوانيا. وتولى فاتسلاف هافل منصب رئيس دولة تشيكوسلوفاكيا عام 1989 بعد سقوط الشيوعية. وعندما انفصلت سلوفاكيا عام 1993 عن التشيك، ظل هافل رئيسا لدولة التشيك حتى عام 2003. وبعد معاناة مع مشكلات في الجهاز التنفسي لعدة سنوات، توفي هافل يوم الأحد في بلدته هرادسيك التي تقع شمال شرق العاصمة براغ، حيث كانت زوجته داغمار هافلوفا تقوم برعايته. وقال الطبيب المعالج لهافل الدكتور توماس بوزيك لوسائل الإعلام التشيكية أن هافل كا يعاني من فشل في الدورة الدموية نتيجة لكل المشكلات الصحية التي تعرض لها، بدءا بالإلتهاب الرئوي الذي كان يعاني منه في السجن. وتم استئصال جزء مصاب بالسرطان من الكلية اليمنى لهافل في عملية جراحية أجريت له في التسعينيات، وانتقل بعدها للعيش في بلدته لأسباب صحية. وقد عاد للعاصمة براغ لفترة وجيزة ليلتقي الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما في وقت مبكر من هذا الشهر. وقال أحد الصحفيين أن الزعيم الراحل توفي بعد وضع ترتيبات مع زوجته داغمار للإحتفال بالكريسماس بشكل هادئ.