في تقرير على صفحتين تنشر الاندبندنت لمراسلها روبرت فيسك انطباعاته من ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة. وبعرض الصفحتين، تنشر الصحيفة صورتين ضخمتين لميدان التحرير في فبراير/شباط الماضي ويوم الجمعة الماضي. وعنوان التقرير، حيث تتشابه كثافة الاحتجاجات في الصورتين، هو العودة للمربع الاول . يصف فيسك كيف انه يمكنك الحصول على أي شئ في التحرير، من الذرة المشوية الى رحلة رخيصة لشرم الشيخ الى لافتات واعلام وعبوات قنابل غاز. ويقول انه رغم وجود الالاف هناك كل يوم، والدعوة لمليونية الجمعة، فان انتخابات الاثنين والثلاثاء بدأت تثير الشكوك حول من يمثل مصر الان؟ . ويجيب: الثوار الشباب العلمانيون في التحرير ام القائمة المتزايدة من المرشحين الاسلاميين الفائزين من الاخوان المسلمين والسلفيين والملايين الذين صوتوا لهم؟ . ويجزم فيسك على استثناء وحيد فيمن يمثل مصر بالتأكيد ليس المشير محمد حسين طنطاوي حاكم مصر العسكري . يحكي الكاتب عن الرؤى المتعددة في الميدان، الذي يرى انه لم يعد مثل ايام الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. ويصف خفوت الامال، رغم اصرار هؤلاء الشباب على ضرورة رحيل المجلس العسكري. ويشكك فيسك في مجادلة البعض بان المجلس سيصطدم بالاخوان المسلمين لانه لا يريد تسليم السلطة، ويميل الى الراي بان المجلس يريد الحكم من وراء ستار. وعودة الى وصفه احتجاجات الميدان بالعودة الى المربع الاول، فرحيل مبارك لم يسلم السلطة مؤقتا لرئيس المحكمة الدستورية ليجري انتخابات حسب الدستور انما سلمت السلطة للمشير والمجلس العسكري. ولا ياتي المجلس الا برجال مبارك، واخرهم كمال الجنزوري المكلف بتشكيل حكومة كما يقول فيسك. ويضيف: الغريب ان المجلس العسكري منذ الثورة اعتقل الالاف من المتظاهرين والعديد منهم عذبتهم الشرطة والشرطة العسكرية تجري فحص عذرية على النساء المقبوض عليهم . مع ذلك، وجد المجلس بضعة الاف من المصريين يتظاهرون لتاييده جماعة نحن نحب النظام التي شهدناها في القاهرة وقت مبارك وفي تونس ايام بن علي وفي طرابلس وقت القذافي وفي دمشق للاسد وفي اليمن لعلي عبد الله صالح وفي البحرين للملك . ويقرب روبرت فيسك مشهد المؤيدين للمجلس العسكري للقارئ البريطاني بالقول: مثلما يوعز توني بلير بمظاهرة ثقة بينما يحتج مليوني بريطاني على حرب العراق في لندن . ويخلص الكاتب الى انه رغم كل ذلك فان روح التحرير لم تتبخر تماما، وما زال الاف الشباب يرون ان مهتهم لم تنجز فلا يزال رجال مبارك هناك. تخصص التايمز افتتاحيتها الرئيسية لفوز الاسلاميين في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية المصرية تحت عنوان اختبار للديمقراطية . تعدد التايمز المخاطر التي يمثلها حصول الاسلاميين على الاغلبية في اول انتخابات حرة بعد عقود من الجمود السياسي. لكنها تفسر ذلك باختيارات الشعب المصري الذي دفعه قمع النظام الى التعبير عن الرأي من المسجد. ورغم ان افتتاحية الصحيفة ترى ان الاخوان المسلمين والسلفيين متشددون دينيا، لكن يتعين احترام ارداة الناخبين المصريين. وتطالب بضغط امريكي اوروبي من اجل احترام القانون والحريات من قبل أي قوى تتولى السلطة في مصر. وتحذر التايمز من التساهل مع بقاء المجلس العسكري في السلطة ما بعد الموعد الذي حدده لتسليمها للمدنيين في الصيف المقبل. وترى ان ذلك قد يعيد الاحتجاجات التي اطاحت بمبارك، بل تذهب الى حد انه قد يشجع نظام الاسد في سوريا على الاستمرار في قمع شعبه. وتخلص التايمز في افتتاحيتها الى انه كما للديمقراطية في الدول الاسكندنافية خصوصية عنها في بقية الغرب، فان الديمقراطية في مصر ربما لها خصوصيتها ايضا. لكن القبول بذلك يتطلب تعاملا مباشرا مع القوى الصاعدة الى السلطة لضمان احترامها للحريات السياسية والدينية. تنشر الفاينانشيال تايمز مقالا لديفيد مليباند وزير الخارجية البريطاني السابق ونادر موسوي زاده المساعد السابق للامين العام للامم المتحدة. فكرة المقال الاساسية في عنوانه مخاطر الحرب على ايران ، رغم موافقة الكاتبين على ان ثمن القبول بايران مسلحة نوويا لا يحتمل. يشرح المقال التشدد الايراني بشأن البرنامج النووي على انه يعكس انقساما داخل النخبة الحاكمة وسلطة تعاني تراجع الشرعية وتواجه خطر التغيير في المنطقة. ويؤكد ان امتلاك ايران سلاحا نوويا يزيد من احتمال استخدامه وربما يدفع السعودية وتركيا الى السعي لامتلاكه ومن ثم انهيار معاهدة الحد من الانتشار النووي تماما. لكن كل تلك المخاطر لا تبرر، برأي كاتبي المقال، دق طبول الحرب كما يبدو الان اذ ان تكرار الحديث عن ضرب ايران يجعل الحرب مقبولة وربما يدفع العالم الى قتال ايران وكانما يسير نائما . ويطالب مقال مليباند وموسوي زاده بضرورة الاعتماد على الدبلوماسية لمنع حرب مع ايران، ويحدد اربعة تحديات اساسية يواجهها النظام الايراني بالفعل. اولها ان العقوبات والحرب الاليكترونية والعمليات السرية اعاقت بالفعل تقدم ايران نحو تطوير سلاح نووي. ثانيها ان المراقبين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالوا يعملون في ايران ويوفرون محطة انذار مبكر عن أي تغير في النشاط النووي الايراني. ويخشى الكاتبان ان يكون الهجوم على السفارة البريطانية في طهران مقدمة لمزيد من رد الفعل من جانب النظام في طهران ينتهي بطرد هؤلاء المفتشين الدوليين. ثالثا ان الحليف الرئيسي لايران في المنطقة، وهو النظام السوري، في وضع سئ جدا كما ان شعبية ايران في العالم العربي برأيهما انخفضت بشدة عن مستوياتها عام 2006. والتحدي الرابع هو تطلعات الشعب الايراني الذي لا يشارك النظام توجهاته في عدائه للعالم. اما مخاطر الحرب كما يوضحها ديفيد مليباند ونادر موسوي زاده فهي ان المنشات النووية الايرانية كثيرة ومتفرقة المواقع. ثم ان النظام الايراني لاتعوذه الذخيرة ولا الاهداف للرد، من المصالح الامريكية المباشرة في المنطقة الى السعودية والامارات. ويشيران ايضا الى اذرعة ايران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان.