غادر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت اندونيسيا بعد قمة اقليمية شهدت عودة بورما الى الساحة الدبلوماسية والتقى على هامشها رئيس الوزراء الصيني وين جياباو. وقالت صحافية من وكالة فرانس برس ان اللقاء بين اوباما ووين بدأ في الساعة 9,45 (1,45 تغ) وانتهى بعد حوالى ساعة من ذلك في فندق كبير في نوسا دوا في جزيرة بالي الاندونيسية حيث تعقد قمتا رابطة جنوب شرق آسيا وشرق آسيا. واضافت ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حضرت اللقاء. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني ليو جينمين ان اللقاء كان "وديا وصريحا". واضاف ان "الولاياتالمتحدة عامل فعال في آسيا منذ الحرب العالمية الثانية (...) وننتظر بفارغ الصبر التعاون مع الولاياتالمتحدة في المنطقة". وقال توم دونيلون مستشار الامن القومي ان المشاورات تناولت خصوصا الاقتصاد، موضحا ان اوباما اثار المشكلة الشائكة المتعلقة بالعملة الصينية اليوان. واقلعت الطائرة الرئاسية الاميركية قبيل الساعة 17,00 (09,00 تغ) من مطار جزيرة بالي الاندونيسية حيث حضر الرئيس الاميركي قمة شرق آسيا التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة لاول مرة، وهي منظمة اقليمية باتت تضم 18 دولة بما فيها الصين وروسيا. وانهى اوباما جولة في آسيا والمحيط الهادي اتسمت بتعزيز التواجد الاميركي في المنطقة. وتراس باراك اوباما اولا في مسقط راسه هونولولو، قمة قادة الدول ال21 الاعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي (ابيك) حيث تمكن من اطلاق مشروعه "الشراكة عبر المحيط الهادي" المنطقة التي يفترض ان تتحول الى اكبر منطقة تبادل حر في العالم. وحصل اوباما المولود في هاواي والذي يحبذ القول انه اول رئيس اميركي يتحدر من المحيط الهادئ، على تأييد كندا والمكسيك لمشروعه بعد حصوله على تأييد اليابان. وعلى الاثر توجه الرئيس الاميركي الى استراليا حيث اعلن تعزيز الانتشار العسكري الاميركي في هذا البلد ليصبح عديد قوات المارينز لاحقا 2500 رجل ينتشرون في شمال البلاد. وانتهت الجولة بزيارة الى اندونيسيا، البلد الذي نشأ فيه باراك اوباما طفلا، قبل ان يشارك في قمة شرق آسيا في جزيرة بالي الاندونيسية حيث اعلن انه سيرسل وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون الى بورما في خطوة تؤكد عودة هذا البلد الى المجتمع الدولي الذي كان بمعزل عنه لانتهاكه حقوق الانسان باستمرار. ومن شأن التحرك الدبلوماسي الاميركي الحديث باتجاه بورما ان يثير قلق الصين ايضا، حيث ان بورما جار جنوبي للصين وحليف لها وتتمتع بموارد طبيعية مطلوبة. وقد صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت انه سيزور بورما "في اسرع وقت ممكن"، في احدث تحرك دبلوماسي بارز بعد ما ورد من آمال عن تحول الى الديموقراطية في البلاد الخاضعة للحكم العسكري. وكانت زعيمة الرابطة الوطنية الديموقراطية اونغ سان سوتشي قد صرحت انها ستشارك في الانتخابات الفرعية المقبلة في بورما. كما يأتي اعلان اوباما قبل يوم ارسال كلينتون الى بورما الشهر المقبل ليمثل اول زيارة على مستوى وزير الخارجية الاميركي الى البلاد منذ نصف قرن. وتعمل واشنطن على تشجيع بوادر الاصلاح في الحكومة المدنية الاسمية في بورما التي تخضع منذ عقود لحكم الطغمة العسكرية، وكانت بورما قد وثقت علاقاتها مع بكين بينما فرض الغرب عقوبات عليها. فضلا عن ذلك التقى اوباما في بالي رئيس وزراء الصين وين جياباو في الوقت الذي يحتدم فيه التنافس بين الصين والولاياتالمتحدة وخاصة بسبب تعزيز واشنطن تواجدها في منطقة تعتبرها الصين منطقة نطاق حيوي لها. ورغم ان الجولة كانت دبلوماسية في الاساس الا ان الرئيس الاميركي ظل مهتما بقضايا السياسة الداخلية الاميركية حيث حاول قبل سنة من الانتخابات الرئاسية ان يثبت دور منطقة آسيا والمحيط الهادي في انقاذ النمو العالمي. وتعزيزا لصورته كمحفز للوظائف حضر اوباما الجمعة التوقيع على عقد تاريخي بنحو 22 مليار دولار بين شركة بوينغ الاميركية وشركة ليون اير الاندونيسية، سيسمح بتوفير "مئة الف وظيفة" في الولاياتالمتحدة كما قال الرئيس.