موسكو (رويترز) - انتقدت روسيا يوم الاربعاء بشدة تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن ايران عملت فيما يبدو على وضع تصميم لقنبلة ذرية وقالت ان التقرير لا يتضمن أدلة جديدة ويستخدم لاجهاض جهود التوصل الى حل دبلوماسي. وقال دبلوماسيون كبار ان المزيد من العقوبات سيكون "هداما" وحثوا على إحياء المحادثات بين طهران والقوى العالمية. جاءت التصريحات الروسية خلال زيارة قام بها مسؤول ايراني رفيع لاجراء محادثات بشأن البرنامج الذي تقول طهران انه سلمي في حين تخشى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من أنه يهدف لتطوير قدرة على صنع أسلحة ذرية. كما انها تظهر انقساما بين روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن والغرب بشأن كيفية الرد على تقرير الوكالة الذي عمق الشكوك الامريكية والاوروبية بشأن نوايا طهران النووية. وقالت وزارة الخارجية الروسية "وفقا لتقييمنا الاولي لا وجود لمعلومات جديدة من حيث الجوهر." ووصفت الوزارة التقرير بأنه "تجميع لحقائق معروفة بأسلوب مسيس" وقالت ان تفسيرات التقرير تعيد الى الاذهان استخدام معلومات خاطئة من المخابرات في العمل على حشد تأييد للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. وضمن سيل من التعليقات الروسية بشأن ايران في وقت سابق نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية قوله ان "المجتمع الدولي سيعتبر أي عقوبات جديدة على ايران أداة لتغيير النظام بها. ذلك التوجه غير مقبول بالنسبة لنا ولا ينوي الجانب الروسي دراسة مثل هذه المقترحات." ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريبكوف المسؤول عن الدبلوماسية بشأن ايران قوله ان موسكو تعارض "ضغوط تشديد العقوبات على ايران" وتحاول اقناع الدول الأخرى بموقفها. واضاف "نوضح لهم الطبيعة الخاطئة والهدامة لتلك السياسة." وفي تقرير نشر يوم الثلاثاء قالت وكالة الطاقة الذرية ان ايران ربما ما زالت تجري أبحاثا سرية ليس لها تطبيقات منطقية غير تطوير أسلحة نووية. وقال مسؤول أمريكي ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تفرض مزيدا من العقوبات على ايران وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه ينبغي أن ينعقد مجلس الامن وان باريس مستعدة لتبني عقوبات لم يسبق لها مثيل اذا رفضت طهران التعاون مع جهود التأكد من أنها لا تسعى لتطوير اسلحة نووية. وبدلا من الدعوة لفرض مزيد من العقوبات تدعو روسيا لعملية مرحلية تنفذ خطوة خطوة يتم بموجبها تخفيف العقوبات المفروضة حاليا مقابل اجراءات من جانب طهران لتبديد بواعث القلق الدولية. وقالت وزارة الخارجية في بيانها ان مناقشة تقرير الوكالة الدولية تحولت الى أداة لمحاولة احباط المبادرة الروسية والقضاء على أي فرص للتوصل الى تسوية دبلوماسية محذرة من أن هذا يمكن أن يؤدي الى مواجهة. وتابعت "يساور روسيا قلق بالغ من أن التقرير يستخدم لتقويض جهود المجتمع الدولي للتوصل الى أسرع حل دبلوماسي وسياسي ممكن للوضع بشأن برنامج ايران النووي." واضافت "نرى أيضا في هذا محاولة لتوجيه ضربة للمبادرات الروسية التي تهدف للتوصل الى حل." وفي زيارة يبدو انه جرى تحديد موعدها لتتزامن مع نشر التقرير التقى علي باقري نائب الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي في ايران مع نيكولاي باتروشيف الامين العام لمجلس الامن الروسي في موسكو يوم الاربعاء. وقال مجلس الامن الروسي في بيان انهما أكدا في الاجتماع ضرورة اجراء محادثات جديدة بين ايران والقوى العالمية الست روسيا والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الى جانب الوكالة الدولية. ويقول محللون ان موسكو ربما تكون قد خلصت الى أنها لن تجني أي مكاسب اذا أيدت فرض عقوبات جديدة على طهران الامر الذي سيضر بالعلاقات التي تضررت بالفعل بسبب تأييدها لاحدث عقوبات فرضت في يونيو حزيران 2010 وعندما ألغى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أيضا صفقة لتسليم طهران صواريخ للدفاع الجوي.