اعلنت كينيا بعد اسبوعين من دخول قواتها الاراضي الصومالية، انها تمكنت من صد المتمردين الصوماليين الشباب الى ما وراء المنطقة الحدودية، لكنها شهدت اربعة اعتداءات داخل اراضيها في خمسة ايام. وقالت القيادة الكينية ان جنودها "حرروا بالكامل" اقليم غيدو الصومالي الحدودي وسيطروا على قرى عدة في اقليمجوبا السفلى المجاور. وقال قائد القوات المسلحة الكينية جوليوس كارانغي عارضا امام الصحافيين في نيروبي حصيلة اولى للعملية "حين تعتبر الحكومة والشعب الكينيان انهما في مأمن سننسحب"، موضحا ان "لا مهلة زمنية" لذلك. واوضح كارانغي ان القوات الكينية التي قدر الخبراء عديدها بما بين الفين واربعة الاف عنصر، دخلت الصومال في منتصف تشرين الاول/اكتوبر للتصدي للمتمردين الصوماليين الذين يسيطرون على القسم الاكبر من جنوب ووسط البلاد التي تفتقر الى حكومة مركزية منذ عشرين عاما. وبررت كينيا تدخلها بخطف اربعة اوروبيين خلال بضعة اسابيع في اراضيها المحاذية للصومال، محملة المتمردين الصوماليين مسؤولية هذه العمليات رغم نفي هؤلاء. وبعد مرور اسبوعين، يبدو ان الجيش الكيني تمكن في شكل اساسي من تحصين مواقعه التي سيطر عليها منذ بداية هجومه حتى مسافة مئة كلم من الحدود. وقد سيطر خصوصا الجمعة على قرية بورغابو الساحلية من دون خوض معارك، لكنه لا يزال على بعد اكثر من 120 كلم من ميناء كيسمايو بجنوب الصومال والذي يشكل معقلا للمتمردين ويبدو الهدف الضمني للعملية الكينية. واعتبر الجنرال كارانغي ان "المؤشر الرئيسي لنجاح (العملية) سيكون تقليص قدرة الشباب على التقدم في شكل كبير"، رافضا ان يدلي بمزيد من التوضيحات حول اهداف العملية. والمعركة البرية الوحيدة حتى الان كانت بمبادرة من المتمردين الذين هاجموا وحدة كينية الخميس. وقد خسر الجيش الكيني في هذه المواجهة اول جندي له واعلن قتل تسعة من المقاتلين المتمردين. والواقع ان الحصيلة اكبر في صفوف المدنيين الكينيين وخصوصا ان خمسة منهم قتلوا في سلسلة اعتداءات نفذت الاثنين والخميس والجمعة في نيروبي ثم في شمال شرق البلاد المحاذي للصومال قرب مانديرا وغاريسا. ولم يتبن الشباب ايا من هذه الهجمات، لكن احد قادتهم الكبار مختار روبوي علي دعا الشباب الكينيين المناصرين للمتمردين والذين يمكن تقديرهم بالمئات، الى "القتال داخل كينيا" و"احداث انفجار كبير". والاحد، سيتوجه رئيس الوزراء الصومالي عبد الوالي محمد علي الى نيروبي ليبحث في اليوم التالي مسالة التدخل الكيني الذي يثير انقساما داخل الحكومة الانتقالية الصومالية. واذا كان رئيس الوزراء وافق على دخول الجنود الكينيين، فان الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد وهو حليف سابق للشباب حتى انضمامه الى الحكومة الانتقالية وانتخابه رئيسا في كانون الثاني/يناير 2009، ندد بهذا التدخل باسم السيادة الصومالية. واعلنت كينيا السبت انعقاد قمة اقليمية لشرق افريقيا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر برعاية ايغاد (الهيئة الحكومية للتنمية) التي تضم اوغندا واثيوبيا وجيبوتي وكينيا والسودان والصومال. وستتخذ هذه القمة قرارا في شان تعزيز قوة الاتحاد الافريقي في الصومال بالاف العناصر، علما انها تتالف حاليا من تسعة الاف عنصر وقد نجحت في اجبار المتمردين على التخلي عن مقديشو في اب/اغسطس الفائت، وفق ما اعلن وزير الدفاع الكيني يوسف حاجي. من جهتهم، شن المتمردون الصوماليون السبت هجوما على قاعدة عسكرية موالية للحكومة في مقديشو وسط معلومات متضاربة عن حصيلة الاعتداء.