فر المدنيون العالقون في العاصمة الصومالية مقديشو باعداد كبيرة مستغلين فترة من الهدوء السبت، في الوقت الذي واصلت القوات الكينية في جنوب الصومال تقدمها ببطء وتعهد المتمردون الاسلاميون من حركة الشباب بالانتقام. وقال المتحدث بلسان الجيش الكيني الميجور ايمانويل تشيرتشر لفرانس برس "في القطاع الجنوبي قمنا باحتلال راس كامبوني وتقدمت قوات طليعية الى ما بعد اودو"، في اشارة الى قرية على مسافة 25 كيلومتر شمال راس كامبوني الواقعة على الحدود الكينية تقريبا. وقال تشيرتشر "نخطط للتوغل الى كيسمايو"، مضيفا ان القوات تتقدم على ثلاثة محاور دون تحديد جدول زمني لانتزاع المدينة الساحلية الواقعة على بعد 250 كيلومترا من الحدود الكينية، من ايدي متمردي حركة الشباب. وقال زعيم متمردي الشباب عبدي غوداني في رسالة مسجلة "كافة اراضي الاسلام في الصومال في حالة تأهب قصوى استعدادا للحرب المفتوحة التي سنعلنها ردا على التوغل من جانب بلدان مجاورة تشارك في الغزو النصراني العالمي ضد الصومال". ومازالت فرقة اخرى من القوات الصومالية في قوقاني على مسافة نحو مئة كيلومتر داخل الصومال وتهدف للتقدم الى افمادو. وتتواجد قوات للحكومة الصومالية فضلا عن ميليشيات موالية لكينيا في هايو القرية التي تبعد نحو 20 كيلومترا خارج قوقاني على الطريق الى افمادو. كما انتشرت قوات اخرى الى الشمال غير انها اضطرت للتوقف بسبب غزارة الامطار عند نحو 35 كيلومترا داخل الصومال. وقال تشيرتشر ان القوات الكينية لم تواجه حتى الان "اي مقاومة كبيرة" من جانب الشباب. وهدأت العاصمة الصومالية السبت بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين قوات الاتحاد الافريقي التي تدعم الحكومة الصومالية بمواجهة متمردي الشباب. وقال علي موسى رئيس هيئة اسعاف المدينة لفرانس برس "لا يوجد قتال في مقديشو. الوضع هادئ". وقال شاهد عيان يدعى ابراهيم لفرانس برس "منطقة دينيل خالية. لا يوجد قتال ولكن يمكن سماع صوت رصاص الرشاشات بين الحين والاخر مع خروج المئات من المدينة حاملين اطفالهم على اكتافهم". وقال آدن محمد وهو اب لثلاثة اطفال انه فر من دينيل ليلا. وتابع "سرت لعدة ساعات برفقة زوجتى واطفالي الليلة الماضية. انا في سبيانو الان"، مشيرا الى بناية في جزء اخر من العاصمة. واضاف ان "اغلب سكان دينيل هربوا خلال اليومين الماضيين". واكد احمد سويال المسؤول الامني بالحكومة الصومالية ان "قتالا عنيفا اندلع الليلة الماضية ولكن الوضع كان هادئا هذا الصباح". وقالت مصادر عسكرية مقربة من قوات اميسوم التابعة للاتحاد الافريقي في مقديشو ان المتمردين الاسلاميين شنوا عدة هجمات على مواقعهم في دينيل ليلا. وقال ضابط رفيع لفرانس برس السبت "هاجم الشباب رجالنا عدة مرات خلال الليل ودحرناهم". واضاف ان رجاله عثروا على جثث خمسة من الشباب قتلوا اثناء الليل. واكد ضابط بوروندي ضمن قوة اميسوم وقوع اشتباكات ليلا. وكان احدث قتال في دينيل قد بدأ قبل فجر الخميس حينما حاولت قوات اميسوم طرد من تبقى من جيوب للشباب. وصرح متمردو الشباب في وقت متأخر الخميس قائلين انهم قتلوا "اكثر من سبعين" من الجنود البورونديين. وكان الجيش البوروندي قد اقر رسميا الجمعة بخسارة ستة رجال، غير ان الضابط البوروندي في اميسوم قال ان الرقم الحقيقي يتراوح بين الرقمين، مؤكدا ان "نحو ثلاثين" رجلا فقدوا الخميس في دينيل. وقال لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "اراد رجالنا احتلال منطقة انسحب منها الشباب، وتقدموا دون غطاء ووقعوا في كمين". وكان الشباب قد نفذوا "انسحابا تكتيكيا" ليلتفوا حول الجنود البورونديين من الخلف "ويذبحونهم". وهنأ زعيم الشباب غوداني في رسالته المسجلة مقاتليه على الحاق خسائر كثيفة بالبورونديين، قائلا "بفضل الله عز وجل الحق مجاهدونا بالعدو خسائر شديدة في منطقة دينيل".