قتل 14 شخصاً وجرح نحو 100 آخرين، بقصف الدبابات والمدرعات السورية بلدتي تلبيسة والرستن في محافظة حمص، فيما شنت قوى الأمن حملة اعتقالات واسعة مع اتساع نطاق الحملة العسكرية، لكبح الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. في وقت نددت فيه مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، ب«وحشية» قمع المتظاهرين من قبل القوات الحكومية، معتبرة ان هذا «يثير الصدمة»، لازدرائه حقوق الإنسان. وقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية، أمس، في مدينة تلبيسة الواقعة قرب حمص (وسط سورية)، ويطوقها الجيش منذ الاحد، كما ذكر ناشط طالباً عدم كشف هويته. وقال الناشط ان «ثلاثة مدنيين قتلوا صباح اليوم (الاثنين) في تلبيسة، برصاص قوات الامن التي هاجمت المدينة» الواقعة في محافظة حمص. وتطوق عشرات الدبابات منذ فجر الأحد الرستن وتلبيسة وقرية تيرة معلا، لمواجهة الاحتجاجات في المدن الثلاث القريبة من حمص ثالث مدن البلاد على بعد 160 كلم شمال دمشق. وقال ناشط لوكالة فرانس برس، إن عدد المدنيين الذين قتلوا، أول من أمس، في مدن الرستن وتلبيسة وحمص برصاص قوات الامن ارتفع إلى 11 شخصاً، مشيراً إلى ان لديه لائحة بأسماء القتلى بينهم فتاة تدعى هاجر الخطيب. وكانت الحصيلة السابقة تتحدث عن سقوط سبعة قتلى. وأوضح ان «عمليات الدهم مستمرة في هذه المنطقة، وخصوصا في تلبيسة». وقال الناشط نفسه انه «تم إدخال جرحى إلى المستشفى في حماة»، لان قوات الأمن قطعت الطرق المؤدية إلى حمص. وأضاف أنه «عثر على جثتين، فجر أمس، في حي بابا عمرو في حمص، إذ تنتشر نقاط مراقبة أمنية عديدة، بينما كان التوتر في أوجه بسبب الحوادث في المدن المجاورة. من جهته، قال أحد سكان تلبيسة، ان الدبابات السورية اقتحمت البلدة، أمس، بعد ان حاصرتها لمدة يوم، وان 10 على الأقل أصيبوا . وأضاف الساكن، الذي تمكن من مغادرة البلدة، «بدأ القصف في الساعة الخامسة صباحاً، وركز على تل في وسط البلدة». وذكر أن الجرحى ومن بينهم عدد حالته حرجة، نقلوا إلى مركز ثقافي، بعد ان سيطرت قوات الجيش والأمن على المستشفى الرئيس في البلدة الواقعة على بُعد 10 كيلومترات الى الشمال من حمص، في تكتيك اتبعه الجيش من قبل لدى السيطرة على مراكز حضرية. من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، ان «مجموعات إرهابية مسلحة» قتلت أربعة عسكريين، بينهم ضابط، وجرحت 14 آخرين. وأضافت الوكالة ان «عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية وإلقاء القبض على عدد منهم، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة». من جانب آخر، تحدث ناشطون عن تظاهرات ليلية في حماة (210 كلم شمال دمشق) تدعو الى إسقاط النظام، وكذلك في سراقب وإدلب (شمال غرب). وجرت عمليات دهم في الزبداني، البلدة التي تبعد نحو 50 كلم شمال غرب دمشق، بسبب شعارات معادية للنظام كتبت على الجدران. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبدالكريم ريحاوي، ان مئات المتظاهرين خرجوا، مساء أول من أمس، في بلدتين في ضواحي دمشق، هما دوما وجديدة عرطوز، وهم يهتفون «الله أكبر». وفي جنيف، نددت بيلاي في افتتاح الدورة ال17 لمجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ب«وحشية» قمع المتظاهرين من قبل القوات الحكومية في ليبيا وسورية. وقالت أمام الدول ال47 أعضاء المجلس، إن «وحشية الإجراءات التي اتخذتها حكومتا ليبيا وسورية، وحجمها، يثيران صدمة كبيرة من حيث ازدرائهما المطلق حقوق الإنسان الأساسية». وأضافت ان «استخدام القوة القاتلة أو المفرطة ضد متظاهرين مسالمين، لا ينتهك فقط الحقوق الاساسية، وبينها الحق في الحياة، بل يسهم في تأجيج التوتر ويهدد بنشر ثقافة العنف». وجددت بيلاي دعوة دمشق إلى السماح لبعثة دولية مكلفة التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان خلال قمع التظاهرات المناهضة للنظام، بدخول الاراضي السورية. ومن المقرر ان ترفع البعثة تقريرها الاولي في 15 يونيو المقبل. من جهتها، اعتبرت السفيرة الأميركية لدى مجلس حقوق الإنسان، ايلين تشامبرلين دوناهو، أن رفض دمشق السماح بدخول بعثة من الاممالمتحدة امر «لا يحتمل»، داعية الحكومة السورية الى الكف عن «قتل المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم». كذلك أعرب السفير الفرنسي، جان باتيست ماتاي، عن «القلق البالغ» الذي تشعر به باريس «حيال عدم تعاون السلطات السورية». وقال «سجل سقوط أكثر من 1000 قتيل منذ بدء التظاهرات. كما تتواصل الاعتقالات الجماعية وأعمال التعذيب. هذا القمع الوحشي والعشوائي يجب ان يتوقف ويجب ان يحاسب المسؤولون عن هذه المأساة على أعمالهم».