تستعد مصر لحدث سياحي ضخم خلال العام الحالي، بتنظيم موكب ملكي "مهيب"، ل22 مومياء ملكية، في مشهد فرعوني، سيبدأ من المتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط. وكان الدكتور مصطفى وزيري، أمين المجلس الأعلى للآثار، قال إنه سيتم تنظيم نقل المومياوات الملكية في موكب ملكي مهيب "هيهز العالم أجمع ويعمل نوعا من الرواج، وسيجري نقل 22 مومياء ملكية"، موضحا أن القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وشركة منظمة لهذا الحدث، سيتعاونون معا لنقل الموكب الملكي العظيم. وقال مجدي شاكر، كبير الأثريين، إن الحضارة الفرعونية كانت تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك، بحيث يكون الموكب مبهرا للشعب ويكون على مرأى ومسمع من عموم الشعب، على أن يكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية باعتبار الملك ممثل للآلهة، وحتى مواكب الأعياد، وأخيرا الموكب الجنائزي الذي كانت له طقوسه الخاصة. وأضاف كبير الأثريين، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المصرية، أنه كان للملك معبدان، الأول تكتمل فيه طقوس تحنيطه، والثاني لتقديم القرابين، والموكب كان ينقل الملك من الشرق حيث يعيش إلى الغرب ليدفن، فالغرب عند قدماء المصريين كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالموتى. وعن تفاصيل الموكب، أوضح "شاكر"، أنه بحريًّا كان يتم نقله عن طريق مركب مزينة مقدمتها برمز الآله "أمون"، أما بريًّا فكان يتم التركز على دور الكهنة وطقوسهم أمام العوام الذين يودعون الملك، واصفا الزي الكهنوتي في مصر القديمة بأنه يعتمد على جلد الفهد والكتان الأبيض، كما يشترط حلاقة شعر الجسد بالكامل حتى الحاجبين، ويمسك البخور ويرش الماء ممهدا الطريق للموكب. وتابع "شاكر"، أنه دائما ما كان يصاحب الموكب أدعية من كتاب الموتى، وصناديق تشمل كل مقتنيات الملك، أيضا كان يصاحب الموكب عزف موسيقى جنائزية، موضحا أنه عند وصول المومياء غرفة الدفن توضع داخل مقصورة، وداخلها تابوت حجر لوضع المومياء المحنطة وأغراضها من قناع للفائف لتعاويز. من جانبه، قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إنه من المقرر أن يكون هذا الموكب "الأسطوري" له مردود كبير على القطاع السياحي في مصر، ويؤثر إيجابيا في تحفيز المزيد من السائحين في العالم لزيارة المتحف سواء متحف الحضارة المقرر نقل الموميات إليه، أو المتحف الكبير الذي ينتظر العالم افتتاحه العام الحالي، بالمستوى الذي يليق بمكانة مصر التاريخية، ويتابع من كافة وسائل الإعلام في العالم. وأكد نقيب السياحيين، أن النقابة تستعد حاليا لاستقبال السائحين للأحداث السياحية الكبيرة المرتقبة، سواء بالاستعداد على مستوى الفنادق وتجهيزها، وأيضا سيارات السياحة، بالإضافة إلى تدريب العاملين في شركات السياحة بمركز التدريب الخاص في النقابة ومراكز تدريب الوزارة، وأيضا بالغرف السياحية.