أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن "الجيش يدفع مرة جديدة من دم ضباطه وجنوده ثمن مكافحته الإرهاب وسعيه إلى فرض السلم الأهلي، حيث سقط لنا شهداء وجرحى في عملية انتحارية استهدفت الجيش في عقر داره بهدف تخويفه وتعميم الفوضى". ومن بعدها تبنت "جبهة النصرة" في لبنان العملية الانتحارية. وأشار بيان الجيش إلى أن "الجيش حذّر منذ أشهر ما يحضّر له وللبنان وقد أعلن، منذ أن كثّف حملاته للقبض على المخططين والمنفّذين للأعمال الإرهابية، جهوزيته لمواجهة الإرهاب الذي يريد ضرب المؤسسة العسكرية بهدف شلّ قدرتها وإدخال لبنان في اتون الفوضى والفتنة"، مؤكدة أن "ما حصل اليوم من استهداف واضح للجيش يفترض أن يدفع بالجميع إلى التمسّك بالمؤسسة العسكرية والالتفاف حولها". وأوضحت القيادة أن "الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة رباعية الدفع موضع ملاحقة من قبل الجيش، يقودها انتحاري فجّر نفسه لدى توقيفه من قبل عناصر الحاجز، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين بينهم ضابط إلى جانب عدد من المدنيين صودف مرورهم في المكان". وأدى التفجير الانتحاري إلى سقوط شهيدين للجيش أحدهما ملازم أول هو الياس خوري والآخر هو حمزة فيتروني، إضافة إلى شهيد مدني وعدد من الجرحى. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن "السيارة لم تكن من المخطط ان تستهدف حاجز الجيش بل هدفها الوصول الى الهرمل". ولفتت المعلومات إلى أن السيارة المستخدمة في التفجير هي من نوع "شيروكي" تحمل الرقم 248146 ج. وعلى الفور، كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية اجراء طوق حول مكان الانفجار وجمع الأدلة والمعلومات عن الانتحاري والسيارة المفخخة، ومباشرة التحقيقات، كما طلب من الطبيب الشرعي الدكتور فؤاد أيوب جمع الاشلاء ومباشرة فحوص الDNA. ادان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام التفجير الذي استهدف الجيش ووصفه بأنه "عمل ارهابي"، معتبرا ان التعرض للمؤسسة العسكرية في أي منطقة من لبنان هو فعل يتجاوز الجريمة العادية ليطال ركنا اساسيا من أركان الوطن. ودعا سلام اللبنانيين جميعا الى التكاتف والتضامن في مواجهة الارهاب بجميع اشكاله لقطع الطريق على المخططات التي تريد الحاق الأذى بلبنان وابنائه ومؤسساته مهما كان مصدرها. وإعتبر وزير الدفاع سمير مقبل، ان "الاعتداء على الجيش هو اعتداء على جميع اللبنانيين"، لافتا الى ان "هذا اليوم هو ليس وقت للكلام والتصاريح، فكفانا شرزمة واجرام". وراى مقبل أن "الجيش اللبناني هو اساس الوحدة الوطنية وخشبة الخلاص وهو يضحي بدمه وشبابه من اجل هذا الوطن".