قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها أدركت أن الوطن ملك للشعب وتنبغي إدارته عبر "مشاركة حقيقية من كل أطيافه". واتهمت الجماعة حين كانت في الحكم قبل الثالث من يوليو بالانفراد بالسلطة وبالإقصاء لكل ما سواها من الفصائل السياسية. وهذه أول مرة يصدر فيها تصريح عن الجماعة بهذا المعنى. وأضافت الجماعة في بيان اليوم "قد وعينا الدرس، واقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه، لا تستثني أحدا، ولا تقصي أحدا، ولا تحتكر الحقيقة، ولا تتحكم في في توزيع صكوك الوطنية بالهوى". لكن البيان لم يحمل أي تراجع عن المطالبة بالعودة للحكم الذي تم إسقاطهم منه بعد مظاهرات حاشدة في منتصف العام الماضي، بل وشدد على أن الجماعة أخطأت أيضا حينما وثقت بالقضاء والمجلس العسكري. فدعت الجماعة إلى استعادة ما وصفته بروح ثورة 25 يناير، وقالت إنها أخطأت هي و"جموع ثوار يناير" عندما "أحسنوا الظن بالمجلس العسكري وعدالة القضاء". ويأتي بيان جماعة الإخوان قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، ودعت الجماعة -التي أعلنتها الحكومة المصرية مؤخرا تنظيما إرهابيا محظورا- إلى التظاهر في هذا اليوم. وقالت الجماعة في البيان الذي نشر على موقع إخوان أونلاين اليوم، إنه منذ بداية ثورة يناير وحتى الآن ونتيجة ل"مؤامرات دولية وإقليمية ومحلية.. وقعت أحداث جسام، أسفرت عن وقوع انقلاب عسكري فاشي دموي.. أعاد البلاد لحالة أسوأ وأبشع مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير". ويبدو البيان اعتذارا موجها لمن تسميهم الجماعة "جموع ثوار يناير" عن أخطائها في الفترة التي قضتها في السلطة ملقية اللوم على قيادة الجيش وعلى القضاء الذي قالت إنها لجأت إليه للاقتصاص للشهداء "حتى لا نقع نحن في ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام". وأضاف البيان "إذا كان الجميع قد أخطأوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه، حينما أحسنا الظن بالمجلس العسكري.. كما أننا أحسنا الظن في عدالة القضاء وأنه سيقتص للشهداء ويقضي على الفساد". وقالت الجماعة "نحن نستقبل الذكرى الثالثة لثورتنا العظيمة في 25 يناير؛ فإننا ندعو الجميع أن نستعيد روحها في الوحدة وإنكار الذات، والتعاهد مع الله أولا، ومع بعضنا، أن نستمر في ثورتنا، حتى نحقق أهدافنا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بعد كسر الانقلاب ودحره". وكان قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قد وصف في نوفمبر الماضي مطالبة الإخوان المسلمين بالعودة للحكم بأنها صعبة التحقيق. وقامت قوات الأمن منذ يوليو الماضي بإلقاء القبض على قيادات الجماعة والآلاف من أعضائها بعد توجيه التهم بقتل المتظاهرين والتحريض على العنف وتخريب منشآت عامة وإحراق كنائس وتهم أخرى. وقتل مئات من أعضاء الجماعة أثناء فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وقتل أيضا عدد من معارضي الجماعة ورجال الشرطة في مواجهات مختلفة.