"لن نسمح بحرماننا من دخول المدرجات مرة آخرى ..وسنقتحم الملاعب ،إذا لم يسمح لنا الأمن بتشجيع نادينا الحبيب"..هكذا كان رد فعل أولتراس أهلاوى ووايت نايتس زملكاوى قبل مباريات الجولة السابعة عشر من الدورى العام لكرة القدم الذى إقترب من الإلغاء بعد تأجيله لأجل غير مسمى. و كان من المنتظر أن تشهد مباريات جولته السابعة عشر لقاء الأهلى مع الجونة، والزمالك مع الاسماعيلى. واللافت أن كلا اللقائين لم يكن له التأثير الذى يدفع جماهير الفريقين الكبيرين إلى هذه الغضبة غير العادية من أجل دخول المدرجات ولو بالقوة ..ذلك لأن الأهلى والزمالك ومعهما الاسماعيلى ضمنوا نهائيا التأهل إلى المربع الذهبى للدورى العام. ولن يكون هناك ما يدعو الجماهير لاختراق قرار حظر دخولها المدرجات لأسباب أمنية ،لاسيما وأن هذا القرار معمول به منذ بداية الدورى العام ، كما أن جماهير أولتراس أهلاوى ووايت تايتس زملكاوى تسببت فى خسائر مادية وإدارية فادحة عقب السماح لها بدخول المدرجات فى المباريات الإفريقية. وقدمت جماهير أولتراس أهلاوى إعتذارا رسميا عن تسببها فى عقوبات إدارية أدت لحرمان الأهلى من اللعب بالقاهرة ونقل مبارياته خارج العاصمة ،إضافة لغرامة مالية من الاتحاد الإفريقى لكرة القدم. والسبب الخفى فى هذا التحرك غير المتوقع من جماهير الناديين الكبيرين ليس رياضيا على الإطلاق ،لأنه يحمل اسبابا سياسية تتعلق بما ينتظر حدوثه فى يوم 30 يونيو الذى تحول إلى يوم مشهود ما بين مؤيد ومعارض لاستمرار الرئيس محمد مرسى..ورغبة الأولتراس فى التعبير عن أنفسهم من خلال هذا اللقاء ،للكشف عن وجهة نظرهم فى هذه الملحمة..عبر دخلات من نوعية المجد ل 30 يونيو ! هذه هى الدوافع الحقيقية وراء رغبة جماهير الأهلى والزمالك فى الظهور بالمدرجات ،ولا علاقة لكرة القدم بالأمر على الإطلاق، ويبدو أيضا أن الأمر له علاقة برغبة الجماهير بإلغاء الدورى العام ،من أجل انقاذ الاتحاد السكندرى الذى تهاوى وبات أحد أقرب الفرق للهبوط. ما يعنى أن النادى العريق لن يكون له وجود فى الممتاز،وهو أمر يزعج أولتراس ديفلز المنتمية لجماهير الأهلى فى الاسكندرية،وهى المسئولة عن سكاشن الأهلى فى كل المحافظات ،لأن أولتراس أهلاوى تكتفى بتواجدها فى القاهرة فقط. ويبقى التساؤل مطروحا : لماذا يصر الأولتراس على "اقتحام" المشهد السياسى ،رغم أن شعبيتهم الحقيقة استمدوها من مدرج كرة القدم التى يحاولون الأن غرس طعنة فى قلبها بين الحين والأخر؟