أثناء متابعتى اليومية لأخبار وأحوال الرياضة بوجه عام وكرة القدم بوجه خاص عبر بوابة الانترنت.. لاحظت وجود استفتاء عن اسوأ صفقات هذا الموسم بمصر فى أحد المواقع الالكترونية .. فضولى أجبرنى على ضرورة التعرف على نتيجة تلك الاستفتاء.. فتحت الأستفتاء.. فاذا بى أجد نتيجة لايستطيع زهنى ان يستوعبها.. فقررت ان افتح نتيجة الاستفتاء من جديد لعلنى أكون قد أخطأت فى المرة الاولى.. لكننى وجدت نفس النتيجة.. فكررت المحاولة للمرة الثالثة املا فى حدوث أى تغيير.. لكننى لم أجد جديدا.. فاتصلت بأحد مسؤلى الموقع للتأكد من صحة الخبر الذى يأبى عقلى على تصديق ما رأته عينى.. ولكنى شككت فيما سمعته أذنى أيضا.. فطالبت من مسؤل الموقع تكرار الاجابة.. فاذا بالرد ينزل علىّ كالصاعقة. ولم لا فقد علمت ان احمد حسام (ميدو) نجم منتخب مصر (سابقا) تصدر استفتاء أسوأ صفقات هذا الموسم.. أى ان ميدو (الفرعون الصغير) كما كانوا يلقبونه فى أوروبا (سابقا) هو أسوأ صفقة هذا الموسم. استعرضت كل صفقات الموسم المنقضى لاتأكد بنفسى من ذلك.. فما بى الا ان أيدت وبشدة نتيجة تلك الاستفتاء.. فميدو صاحب ال27 عاما لم يحرز سوى هدف واحد فقط أمام الجونة طوال رحلة عودته التي إستمرت لستة أشهر مع الزمالك والتي إنتهت منتصف الموسم المنتهى لأسباب مادية. ميدو بدأ مشواره الكروى منطلقا نحو التألق والنجومية بسرعة الصاروخ ولما لا فعندما بزغ نجمه فى الزمالك طار الى أوروبا لتحقيق حلم عمره بالاحتراف واللعب وسط نجوم العالم الذى كان يشعر وقتها أنه أفضل من العديد منهم ولكنه ينقصه الخبرة والشهرة فأنضم الى صفوف جنت البلجيكى وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، ثم رحل عنه سريعا وأنضم الى صفوف أياكس أمستردام الهولندي العريق تحت قيادة المدرب الهولندى الشهير رونالد كومان وقضى معه 3 مواسم ناجحة جلس فى معظمها المهاجم السويدى ابراهيموفيتش نجم برشلونة الاسبانى بديلا له.. انتقل بعدها لنادي سلتا فيجو الإسباني على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر صعد فيها بفريقه الى دورى ابطال اوروبا بهدفه فى ريال سويسداد.. ثم انتقل إلي مرسيليا الفرنسي وشكل ثنائيا رائعا مع المهاجم الايفوارى ديديه دروجبا لاعب تشيلسي الإنجليزي وسجل فى مرمى ريال مدريد واحرز هدف فى برتزان بلجراد ليصبح ثاني لاعب مصري يحرز بدوري أبطال أوروبا بعد النجم حسام حسن، لكنه انتقل إلى الكاليتشو ولعب بين صفوف روما الإيطالي ولم يثبت نفسه ثم انتقل على سبيل الإعارة الى نادي توتنهام الإنجليزي العريق ويصبح انتقاله نهائيا بعد ذلك.. وانتقل في موسم 2007-2008 إلى نادي ميدلسبرة الإنجليزي وفي الانتقالات الشتوية لموسم 2008-2009 انتقل الى ويجان أتليتيك الإنجليزي على سبيل الإعارة ليلعب بجوار زميله عمرو زكي.. ويقرر العودة إلى نادي الزمالك على سبيل الإعارة لمدة عام كامل فى محاولة لاثبات ذاته أمام عيون الجهاز الفنى لمنتخب مصر أملا فى حجز مكان بين صفوف المنتخب المشارك فى بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا.. لكنه عاد بعد ستة أشهر منها إلى وست هام يونايتد الإنجليزي بعدما فشل فى ترك أى بصمة مع ابناء ميت عقبة بالاضافة الى فشل كل محاولات انضمامه الى المنتخب. فى بعض الاوقات كانت تأخذنى الشفقة بميدو وكنت اتحامل والوم كمعظم مشجعى كرة القدم فى مصر على حسن شحاته المدير الفنى لمنتخب مصر بسبب عدم استعانته بميدو فى الكثير من مشاركات منتخب مصر وكنت أتساءل عن الاسباب فكنت أشعر دائما أن هناك سببا غامضا.. ولكن النغمة التى كانت تتردد دائما أن ميدو غير ملتزم.. وبالطبع تعبير غير ملتزم يجعل الانسان يتخيل صفات كثيرة من الممكن ان تندرج تحت هذا الوصف.. وفى الفترة السابقة انتشرت بعض الصور لميدو منها ما يشير الى سهره فى أحد الملاهى الليلية وما أدراك ما الملاهى الليلية فى مصر ومنها لقطات تذكارية مع فتيات شبه عاريات وتصدرت هذه الصور الصحف والمجلات وصفحات الانترنت وبذلك وضحت الرؤيا. الغريب أن ميدو سجل 19هدف فقط طوال مسيرته مع المنتخب فى تسعة سنين فبدأ بالتسجيل فى مرمى الامارات عام 2001 عندما ضمه الجوهرى بين صفوف المنتخب.. وانتهى بالتسجيل فى مرمى ليبيا فى افتتاح بطولة الامم الافريقية 2006 تحت قيادة المعلم حسن شحاتة. من هنا عذرت المعلم شحاته وتأكدت من انه دائما على صواب وأن اختياراته للاعبى المنتخب لا يشوبها أى مجاملات وانه لايوجد بينه وبين ميدو أى خلافات شخصية. بعدها تساءلت بينى وبين نفسى عن سبب التراجع الكبير فى مستوى ميدو فلم أجد سببا سوى بعده عن الله وعدم التزامه كما أكد لى الكثير من المقربين منه.. ولم لا فأبوتريكه معشوق الجماهير المصرية بل والعربية لم يقدم لفريقه أو لمنتخب بلاده هذا الموسم ما يؤهله للاستمرار فى صفوفيهما لكن لقربه من الله والتزامه استطاع أن يقهر كل الظروف الصعبة التى واجهته هذا الموسم وعاد لمستواه مؤخرا وأجاد وتألق وسجل أكثر من هدف.. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.