كتب - أحمد الغنام مساحه اعلانيه أخيرا وبعد طول انتظار عدنا مجددا للإثارة والمتعة، و بالأخص القادمة من الدوري الإيطالي، المسابقة التي تحظي بنسبة متابعة كبيرة بسبب التنافس المحتدم بين يوفنتوس وروما، وصراع الأندية الإيطالية على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، والصراع الدائم بين الجماهير الإيطالية. ومع انطلاق موسم 2015- 2016 بكل ما فيه من توقعات وترقب، نقدم في هذه السلسة نظرة تحليلية على أهم الملامح التي ستحدد المنافسة على اللقب الذي يحمله يوفنتوس. وسنتناول معا في "الطريق إلى الكالتشيو" موقف الفرق الكبرى المتوقع منافستها على لقب المسابقة المنتظرة بقوة. ونبدأ حديثنا في هذه السلسلة بالحديث عن يوفنتوس، أكثر الفرق المتوجة بلقب الكالتشيو في التاريخ بواحد وثلاثين لقبا، مسجل رسميا في الاتحاد الإيطالي، والذي يطمح لمواصلة التتويج بلقب البطولة للموسم الخامس على التوالي. هذه المرة الأمر قد يختلف قليلا وهناك العديد من العوامل يجب التركيز عليها قبل انطلاق الموسم الجديد والتي ستحدد موقع البيانكونيري من المنافسة هذا العام قبل المباراة الافتتاحية له أمام أودينيزي يوم الأحد المقبل، وأهمها التغيير الكبير الذي طرأ على تشكيلة الفريق بعد رحيل عدد من أهم الأسماء عنه، واللاعبون الجدد الذين يسعون للاندماج مع سياسة النادي، وقوة المنافسين في الموسم الجديد. الراحلون يدخل يوفنتوس الموسم الجديد بأكثر من لاعب مؤثر غائب عن صفوفه بسبب الانتقال إلى ناد آخر، خصوصا بعد الفوز بلقب الدوري لأربع مواسم متتالية، والوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، ومن الممكن أن تؤثر هذه الهجرة الجماعية لنجوم الفريق على مستقبله في المنافسة محليا وأوروبيا. أول الراحلين عن صانعي إنجازات يوفنتوس بعد العودة من السيري ب كان النجم الإيطالي المخضرم أندريه بيرلو الذي قرر إنهاء مغامرته في تورينو بعد أربعة مواسم حقق خلالها لقب الدوري الإيطالي في أربع مناسبات، ولقبا لكأس إيطاليا، ولقبين لكأس السوبر الإيطالية، ووصل مع الفريق للمرحلة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا قبل الهزيمة أمام برشلونة. رحيل بيرلو يعد خسارة كبيرة لمنتصف ملعب البيانكونيري، لما يملكه من قدرة على صناعة اللعب وتوزيع الأدوار وتغيير مسار الكرة بطريقة مثالية، كما أن قدراته العالية في لعب الضربات الحرة والركنية أعطت يوفنتوس أفضلية في الكثير من اللحظات الحاسمة. وازدادت معاناة يوفنتوس بإصرار مهاجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز على الرحيل من الفريق في اتجاه نادي طفولته، بوكا جونيورز، بعد موسمين فقط من انضمامه للعملاق الإيطالي، حقق خلالهما لقب الدوري مرتين ولقبا لكأس إيطاليا ومثله في السوبر الإيطالية، وكان أهم عناصر الفريق الهجومية التي ساعدت الفريق على النجاح أوروبيا ومحليا. ثالث الراحلين كان التشيلي أرتورو فيدال في صفقة مفاجأة نحو بايرن ميونخ الألماني، اللاعب الذي يعد تاريخه مع السيدة العجوز مماثلا لتاريخ بيرلو مع الفريق، حيث قدم إلى تورينو في موسم 2011- 2012، وقضي مع الفريق أربعة مواسم مكللة بالنجاح، كان خلالها أحد المفاتيح الهامة في نجاح يوفنتوس. في العادة يكون رحيل اسم واحد فقط من الأسماء الثلاثة السابقة كافيا لسقوط فريق، وذلك في حالة الفشل في تعويضه خلال سوق الانتقالات، خصوصا وأن فريق كيوفنتوس لا يمكن بأي حال أن يتحمل خسارة المنافسة على كافة الألقاب محليا أو أوروبيا. دماء جديدة يوفنتوس قام بعمل رائع في سوق الانتقالات لتعويض الراحلين، وذلك بعد التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني الشاب باولو ديبالا من باليرمو، والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش من أتليتكو مدريد، والمهاجم الإيطالي سيميوني زازا من ساسولو، وإتمام شراء لاعب الوسط الأرجنتيني روبيرتو بيريرا من أودينيزي بعد انتهاء إعارته مع يوفنتوس، ولاعب الوسط الألماني سامي خضيرة في صفقة مجانية بعد رحيله من ريال مدريد، والحارس البرازيلي الشاب نيتو من فيورنتينا، والمهاجم الإيطالي الشاب ألبيرتو تشيري من بارما. تعاقدات يوفنتوس ركزت بشكل كبير على تدعيم خطي الهجوم والوسط في محاولة لتعويض الراحلين، لكن المعضلة التي قد تواجه البيانكونيري هي تأقلم اللاعبين مع خطط المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليجري، خاصة في ظل تعدد الطرق التكتيكية التي يستخدمها خلال المباريات. يوفنتوس جلب بديلا مميزا لبوفون الذي يقترب من مواسمه الأخيرة في الملاعب، حيث يعتبر نيتو من أفضل حراس المرمي في إيطاليا خلال الموسم الماضي، وقدم أداء مذهل مع الفيولا، رشحه للانتقال لصفوف أكبر الأندية الإيطالية لخلافة أحد أعظم حراس المرمي في التاريخ. فيما يأتي التعاقد مع ديبالا وماندزوكيتش وزازا ليجاوروا الإسباني ألفارو موراتا في هجوم السيدة العجوز وتبادل الأدوار بينهم، خصوصا وأن ماندزوكيتش مهاجم صندوق بامتياز، بينما يمتاز ديبالا بالقدرة على الاختراق من وسط الملعب وعلى الأجنحة وهو ما سيمنح أليجري بعدا تكتيكيا هاما في تشكيلته. لا تغييرات دفاعية
يعتبر يوفنتوس من أفضل الفرق فيما يختص الأمور الدفاعية، فالفريق يمتلك ثلاثة قلوب دفاع بمستوي مميز، يتمثل في جورجيو كيليني وأندريه بارزالي وليوناردو بونوتشي، وهو ما يعطي الفريق صلابة دفاعية وقدرة كبيرة على التغيير في طريقة اللعب بين مدافعين وثلاثة مدافعين، ليزيد من خيارات طريقة اللعب لبطل إيطاليا. لكن المعضلة التي قد تواجه أليجري هي في حالة إصابة واحد من الثلاثي، حيث لا يمكن تغطية العجز سوى بالإيطالي الشاب دانيلي روجاني الذي قضي الموسم الماضي معارا في نادي إيمبولي وعاد لليوفي بعد نهاية الموسم. أما على طرفي الملعب فالاعتماد في الناحية اليمني يتركز على مارتن كاسيريس وستيفان ليشتشتاينر وقد لا تحتاج لتدعيم في حالة استمرار الثنائي في حالة بدنية جيدة، وفي الناحية اليسري يقف إيفرا وحيدا، وذلك في ظل الرغبة الملحة لأليجري في تغيير مركز الغاني كوادو أسامواه إلى منتصف الملعب. وقد يبحث يوفنتوس عن تدعيمات في الجبهة اليسري، خصوصا مع اقتراب التعاقد مع البرازيلي أليكس ساندرو من بورتو، وأنباء عن إجراء اللاعب للفحوصات الطبية في النادي التوريني أثناء كتابة هذه السطور. منافسون يستعدون بقوة أهم ما سيواجه يوفنتوس في الموسم الجديد هو الاستعداد الأكثر من مميز التي قامت به الفرق المنافسة، وذلك عبر عقد عدد كبير من الصفقات التي ستعيد للدوري الإيطالي رونقه وسمعته في منافسة دوريات إنجلترا وإسبانيا وألمانيا من جديد في جذب اللاعبين. أندية روما وإنتر وميلان ونابولي وفيورنتينا ولاتسيو، جميعها تعد العدة للمنافسة بقوة بهدف قنص اللقب من بين يدي يوفنتوس، خاصة وأن أندية ميلانو تحاول استعادة الهيبة من جديد حيث قام إنتر وميلان بالتعاقد مع عدد مميز من اللاعبين في أوروبا. فيما يحاول روما أن يتخطي حاجز المركز الثاني، وتعاقد مع لاعبين مميزين في كافة المراكز تقريبا، من أجل منافسة يوفنتوس بشكل أكبر في الموسم الجديد.