كتب - هادي المدني : قصص كثيرة من الممكن أن تقابلك بشكل يومي عن الهروب من مصر، هروب من أجل الحياة أحيانا وهروب إلى الموت في أحيان أخرى، وفي كل الأحوال القصص تستحق الاهتمام من الجماهير لمعرفة التفاصيل. مساحه اعلانيه مادا عبد الحميد كما أشيع في الأيام الماضية بعد إعلان مشاركته في مسابقة "Tough Enough" التابعة لاتحاد المصارعة الترفيهية WWE، أو أحمد طارق عبد الحميد، كما هو في الحقيقة، يحوي خلف تلك الحروف قصة مصري "عادي" قد يصبح من "مشاهير" العالم خلال أسابيع من الآن. وكما علم الجميع فإن مادا إذا تمكن من الفوز في المسابقة التي ستبدأ بعد 14 يوما فإنه سينضم إلى أشهر برنامج مصارعة ترفيهية في التاريخ الذي يشاهده الملايين حول العالم بشكل أسبوعي. ونتعرف على حياة مادا من خلال تصريحاته التي أدلى بها في مارس 2012 بعد أن عاد من مصر إلي نيوزلندا للمرة الثانية وكان حينها لاعبا لكرة السلة في أحد الأندية المصرية لم يعلن عن اسمه ولم يكن قد اتجه بعد إلى احتراف المصارعة. ويقول عبد الحميد :"الجماهير اقتحمت الملعب، كانت هناك أحزمة، سكاكين، ومطارق، وأحجار، وعصي وألعاب نارية.. وأي شيء يأتي تحت أيديهم من الممكن أن يحطم، حقا لقد كان مشهد مخيف." وتابع :"كنا الفريق الضيف، وكنا المتفوقين في النتيجة قبل دقيقتين من نهاية المباراة، قبل أن يتحول كل شيء إلى حالة من الجنون." ولا يعد عبد الحميد شخصا ضعيف البنية يصعب أن يهاجم من جوله فقامته تبلغ 198 سنتيمتر، ويبلغ وزنه 110 كجم، لكنه يرفض أن يتعامل بعنف مع من حوله، وإن كان قد اضطر في ذلك اليوم إلى هذا. واستطرد :"كان علينا أن نوجه بعض اللكمات للجماهير من أجل المرور دون التعرض لضرر، وبعد ذلك وصلنا إلى أبواب الطوارئ، واختبئنا بعد ذلك في مخزن بعيد لمدة ساعتين قبل أن تنقذنا الشرطة، لقد كان الحظ معنا في ذلك اليوم." وواصل :"هذا الأمر معتاد هناك (في مصر).. ففي مباراة أخرى مجموعة من الجماهير حاولت قتل مشجع منافس قبل أسابيع قليلة من خلال إلقاء الوقود فوقه وإشعال النيران فيه.. مصر غير مستقرة، لقد كان الأمر جنوني يوم رحيلي، كنت في وسط المدينة، وكانت هناك دبابات، وكنت محتجز بلا ماء ولا أكل، وأنا سعيد لأنني تحررت، فقد أتت سفارة نيوزلندا لانقاذي، أحضروا لي سيارة ووضعوني على أول طائرة، لقد كان اسعد أيام حياتي." وأوضح عبد الحميد أنه مصري المولد :"لكني قد رحلت مع والدي ووالدتي عندما كان عمري 8 سنوات إلى نيوزلندا، وبعد ذلك هم توجهوا إلى واشنطن حين كان عمري 18 عاما."