وكالات - د ب أ مساحه اعلانيه ليست الفرصة الأولى ولكنها على الأرجح ستكون الأخيرة أمام السويسري جوزيف بلاتر لينأى بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فضائح الفساد التي لطخت سمعة الاتحاد كثيرا عبر السنوات الماضية. وفاز بلاتر بفترة ولاية خامسة على رئاسة الفيفا بعد انسحاب منافسه الوحيد الأردني الأمير علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من التصويت بالانتخابات التي جرت اليوم الجمعة بمدينة زيوريخ السويسرية. وأجريت الانتخابات ضمن فعاليات الاجتماع الخامس والستين للجمعية العمومية (كونجرس) للفيفا في زيوريخ. وربما كان 79 عاما سنا مناسبا للسويسري جوزيف بلاتر كي يتقاعد بعد أربعة عقود قضاها في العمل بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، لكنه الآن يبدأ ولاية جديدة في رئاسة الفيفا لمدة أربع سنوات قد تكون كافية تماما لإصلاح ما أفسدته السنوات الماضية. وواجه بلاتر عدة عواصف لكنه تعامل معها بحنكة ونجح في الفوز بفترة جديدة رغم فضيحة فساد جديدة ضربت الفيفا أمس الأول الأربعاء. وألقت الشرطة السويسرية في زيوريخ أمس الأول الأربعاء القبض على سبعة من المسؤولين البارزين في عالم كرة القدم من بينهم نائبين لرئيس الفيفا لتسليمهم إلى الولاياتالمتحدة ضمن التحقيقات الأمريكية الجارية حاليا بشأن فضيحة فساد مما ألقى بالغموض على موقف بلاتر في انتخابات اليوم ولكن الحسم جاء لصالحه في النهاية بانسحاب الأمير علي قبل الجولة الثانية من التصويت. وطالب الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ورئيسه الفرنسي ميشيل بلاتيني وآخرون السويسري بلاتر بالتنحي بعد هذه الفضيحة التي لطخت سمعة الفيفا لاسيما وأن السلطات السويسرية تجري حاليا تحقيقا منفصلا بشأن ادعاءات بوجود فضيحة فساد أخرى في عملية التصويت على منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر. ولكن باقي الاتحادات القارية وخاصة الاتحادان الأسيوي والأفريقي أيدت استمرار بلاتر. وكان بلاتر أعلن عقب الانتخابات السابقة قبل أربعة أعوام أن الفترة الرابعة ستكون الأخيرة له لكنه تراجع وقرر خوض الانتخابات على فترة خامسة في رئاسة الفيفا. وواجه بلاتر ، الذي يترأس الفيفا منذ تفوقه على لينارت يوهانسون في انتخابات عام 1998 ، منافسا للمرة الأولى منذ عام 2002 وهو الأمير الأردني علي بن الحسين فيما اختار ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا عدم خوض التحدي أمامه هذه المرة. ورغم المعارضة ، التي جاءت بشكل أساسي من قارة أوروبا ، حظي بلاتر بتأييد الاتحادات القارية الخمسة الأخرى وظل المرشح الأوفر حظا للفوز وتحقق له هذا في النهاية. وولد بلاتر في العاشر من مارس 1936 في كانتون فاليز بسويسرا ودرس إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة لوزان وعمل في الاتحاد السويسري لهوكي الجليد وكذلك شركة "لونجين" المصنعة للساعات قبل أن يبدأ عمله مع الفيفا عام 1975 . وبدأ بلاتر كمدير فني بالاتحاد الدولي قبل أن يتولى منصب الأمين العام في 1981 ، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى تولى الرئاسة عام 1998 خلفا للبرازيلي جواو هافيلانج. واقترنت فترات رئاسة بلاتر بقضايا فساد مختلفة ، مثل القضية المتعلقة بمؤسسة "آي.إل.إس" ، الشريك التسويقي السابق للفيفا ، والتصويت لاختيار الدولتين المنظمتين لبطولتي كأس العالم 2018 و2022 ، عندما وقع الاختيار على روسيا وقطر ، على الترتيب. وجرى تبرئة ساحة بلاتر في جميع القضايا. ولكن منظمة الفيفا لا تزال بعيدة عن الشفافية ، وفقا لرأي النقاد. وكان بلاتر فسر تراجعه عن الرحيل بانتهاء فترته الرابعة ، وقال خلال كونجرس الفيفا في العام الماضي "مهمتي لم تنته بعد وأقول لكم إننا سنبني فيفا جديد". وأكد بلاتر مؤخرا أن مكافحة العنصرية والتلاعب بنتائج المباريات يأتي على رأس أولوياته مع الارتقاء بكرة القدم النسائية وتوطيد العلاقات مع الرعاة. ويحظى بلاتر بتأييد كبير من جانب الاتحادات الوطنية لحقيقة انتفاعهم من تحويل الفيفا إلى منظمة ثرية ، حيث يمتلك احتياطي تبلغ قيمته 5ر1 مليار دولار وجنى دخلا من كأس العالم 2014 يقدر بخمسة مليارات دولار.