كتب : علي سمير مساحه اعلانيه في مباراة يمكن وصفها بال"الملحمة"، نجح يوفنتوس في تخطي ريال مدريد بفوز مستحق بهدفين مقابل هدف، في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوربا. كلا الفريقان تقاسما شوطي المباراة، حيث سيطر الريال على معظم مجريات الأمور في الشوط الأول، قبل أن يستعيد اليوفي توازنه بشوط اللقاء الثاني. اليوفي بدأ المباراة بشكل ممتاز بتسجيله الهدف الأول عن طريق ألفارو موراتا، ثم استفاق الريال وتعادل برأسية رونالدو،قبل أن يعود اليوفي للمقدمة بهدف تيفيز. وبالرغم من الاستحواذ الاكبر للريال إلا أن يوفنتوس كان الطرف الأفضل والأكثر فاعلية، وفقا للعديد من العوامل التي نستعرضها معا كالتالي: عنصر المفاجأة - حرص أنشيلوتي وأليجري على مفاجأة كل منهما للآخر من خلال التشكيل وطريقة اللعب، فأليجري والمعروف عنه عدم الجرأة والتحفظ الدفاعي، إلا أنه خالف جميع التوقعات وبدأ المباراة بتشكيل 4/4/2، بالرغم من خوضه معظم المباريات الهامة هذا الموسم بخطة 3/5/2. الخطة نجحت بشكل كبير، بسبب الأداء الدفاعي الثابت للرباعي كيليني، بونوتشي، إيفرا وليخنشتاينر، ومن امامهم بيرلو الذي لعب خلف الثنائي القوي فيدال وماركيزيو، واللذان كانا كلمة السر في خلق التوازن الدفاعي والهجومي للفريق الإيطالي. - على النقيض تماما، مفاجآت أنشيلوتي لم تكن سارة لجماهير الريال، حيث لعب للمرة الأولى بجاريث بيل وكريستيانو رونالدو بخط الهجوم، بالإضافة لاستمرار تواجد سيرخيو راموس بخط الوسط. تواجد بيل ورونالدو بهجوم الريال وفر ارتياحا لم يحلم به دفاع اليوفي، وحمى أليجري من دفع ثمن مغامرة كانت كفيلة بخروجه مبكرا من مباراة الذهاب، لو كان بيل "عديم الفائدة" جليسا على دكة البدلاء لصالح المكسيكي خافيير هيرنانديز أو بأي مركز آخر. ماركيزيو وفيدال أليجري استخدم هذا الثنائي بشكل ولا أروع، في الضغط على مفاتيح لعب الريال، وإضافة القوة والسرعة اللتان تدعمهما خبرة المخضرم أندريا بيرلو. هذا الثنائي كان يضغط على بيل ورونالدو وخيمس رودريجيز بطريقة حجمت كثيرا من خطورتهم، باستثناء كرة الهدف الأول التي يتحمل مسئوليتها كيليني لسوء تمركزه داخل منطقة جزاء وتركه لرونالدو وحيدا بدون رقابة ليودع الكرة بشباك بوفون. تعامل أليجري مع غياب نجمه الأول بول بوجبا كان أفضل بكثير من ما فعله انشيلوتي وإضراره بفريقه عن طريق الزج براموس. غياب مودريتش غياب النجم الكرواتي لوكا مودريتش وضع الريال في ورطة كبيرة بهذه المرحلة من الموسم، مما أجبر أنشيلوتي على الدفع براموس بجوار كروس وإيسكو في خط الوسط. كروس لاعب ممتاز ومن أفضل الممررين في العالم، لكنه لا يمتلك إبداع الساحر الكرواتي "لوكا" في نقل الكرة وتنظيم خط الوسط والربط بين خطوط الفريق . أنشيلوتي وصف راموس بالمادفع المتكامل، وقال ان ذلك هو السبب الرئيسي في الاعتماد عليه بخط الوسط على حساب إياراميندي. ربما يعكس ذلك عدم ثقة انشيلوتي باياراميندي، لكن عليه أن يعيد التفكير في ذلك مرة أخرى، بعدما ظهر راموس تائها لا يمرر جيدا لا يدافع ولا يهاجم، علاوة على أن معظم تمريراته كان ينتهي بها الحال في المدرجات بدلا من أن تذهب لمهاجمي فريقه. تيفيز وموراتا مرة أخرى تعامل أليجري بذكاء من خلال خطة 4/4/2، بالاعتماد على الثنائي المتفاهم موراتا وتيفيز الذي لعب بشكل أكبر كلاعب حر خلف موراتا. شتان الفارق بين الثنائي الغير متفاهم "رونالدو وبيل" ، وبين موراتا وتيفيز اللذان يقدمان أفضل شراكة هجومية عاشها الفريق الإيطالي منذ فترات. تيفيز المتألق كان يستغل عدم تفاهم وسط الريال ودفاعه، والذي ظهر جليا في لقطة الهدف الأول، حينما مر في غفلة من راموس وكروس، في لقطة لو ما تكررت كثيرا لخرج الملكي بهزيمة كبيرة. نقطة التحول ظهرت تعليمات أليجري ببداية الشوط الثاني، حيث وضح توجيهه للاعبيه من أجل الضغط منذ البداية لخطف الهدف الثاني، وكان له ما أراد من انطلاقة للأباتشي كارلوس تيفيز الذي أعاقه المتخبط كارفخال ليربح اليوفي ركلة جزاء. بعد الهدف قام أليجري بإخراج ستوراري واشراك بارزالي بدلا منه، لتكون نقطة التحول في المباراة ليعود يوفنتوس لخطته المفضلة 3/5/2. اليوفي نجح في عزل جميع مفاتيح لعب ضيفه الأسباني بعد عودته لخطته، وأنهى أي خطورة ممكنة لرونالدو وبيل وخيمس رودريجيز الذين عجزوا تماما عن إختراق حصون السيدة العجوز، ليمتلك الريال الكرة لكن دون أي فاعلية او تهديد على مرمى بوفون، وسط استبسال دفاعي من أصحاب الأرض . التغييرات أنشيلوتي تأخر كثيرا في إجراء التبديلات، حيث أخرج إيسكو ودفع بخافيير هيرنانديز في الدقيقة 63، كما دفع بخيسيه رودريجيز بدلا من جاريث بيل في الدقيقة 86. المدرب الإيطالي أجرى تغييرين فقط في ظل تأخره بهدفين مقابل هدف، واحتفظ براموس طوال المباراة بالرغم من غيابه التام وانعدام تأثيره، بل وصل الأمر لكونه عبئا على زملائه. على الجانب الآخر تفوق أليجري في التغييرات على مواطنه أنشيلوتي، حيث تماشت مع سيناريو المباراة بإخراج ستورارو والدفع ببارزالي في خطوة كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في مجريات المباراة تغيرت على إثرها طريقة اللعب إلى 3/5/2. ربما يؤخذ على أليجري الاحتفاظ ببيرلو حتى النهاية، بالرغم من الانخفاض البدني الملحوظ والإرهاق الذي عانى منه النجم الإيطالي المخضرم وظهر ذلك على طريقة ركضه في الدقائق الأخيرة بعدما حقق ركض 11.89 كيلو متر خلال المباراة، في رقم مذهل للاعب تخطى عمره ال35 عاما. جاريث بيل اللاعب الويلزي الذي انتقل في صفقة قياسية قدرت ب80 مليون إسترليني، لعب 86 دقيقة لم يسدد أي كرة على المرمى، لم يصنع أي فرصة، ولا استخلص أي كرة من الفريق الحسم،بيل لمس الكرة 32 مرة ومرر 18 تمريرة فقط. أداء بيل كان كابوسا ضمن "حفنة" من الكوابيس التي يعانيها نجم توتنهام السابق في الريال، والذي ربما يقضي آخر مواسمه بجدران الملكي. في النهاية يبقى الريال ممتلكا فرصة كبيرة في التأهل لنهائي البطولة وتحقيقحلم البطولة رقم 11 في تاريخه، لكن على أنشيلوتي مراجعة ما ارتكبه من خطايا قبل مباراة العودة التي لن تكون سهلة على الإطلاق بالعودة الفرنسي المرعب بول بوجبا لليوفي، وربما تكون الأمور أكثر سهولة على المدرب الإيطالي باستعادته مهاجمه كريم بنزيمة.
اقرأ أيضاً نوير : متفائل بالوصول لنهائي دوري الأبطال إنريكي : مباراة برشلونة والبايرن هي الأكثر جاذبية في أوروبا فولفسبرج ينفي رغبته في ضم جوندوجان جوارديولا : لا يمكن لأي دفاع إيقاف ميسي ألونسو : علينا أن نكون في أفضل حالاتنا أمام برشلونة