كتب : علي سمير مساحه اعلانيه يستعد مانشستر سيتي لمواصلة مشواره، نحو ربما آخر ما تبقى له من أمل هذا الموسم، وهي المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي. السيتي يشد الرحال نحو الأنفيلد معقل ليفربول، في السابعة والعشرين من البريمييرليج، بعد خسارة موجعة امام برشلونة على ملعبه 2/1، جعلته على حافة الخروج من دوري أبطال أوربا. على الجانب الآخر، لا يختلف موقف الريدز عن ضيفه، حيث خرج رجال بريندان رودجرز من بطولة الدوري الأوروبي، بالخسارة من بشكتاش التركي بركلات الترجيح، ليتبقى له المنافسة على حجز مكانا مؤهلا لدوري أبطال أوربا الموسم القادم. وهناك العديد من الملامح التي ستجعل المواجهة في قمة الأهمية والإثارة، نستعرضها كالتالي : الدوافع مانشستر سيتي خرج من كأس إنجلترا، وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية، وقد يدفع به برشلونة قريبا خارج دوري الأبطال، والخروج من هذا الموسم بدون بطولات، سيجعل بدون أدنى شك هذا الموسم هو الأخير للمدرب التشيلي مانويل بيلجريني. ويمتلك السيتي فرصة ذهبية للإقتراب من القمة، حيث يحتل المركز الثاني ب55 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن تشيلسي المتصدر. لكن الفوز سيقلص الفارق لنقطتين فقط، حينما يكون تشيلسي مشغولا بملاقاة توتنهام، بنهائي كأس رابطة المحترفين، بالطبع البلوز سيكون لهم مباراة مؤجلة فيما بعد، لكن تقليص فارق النقاط سيؤثر معنويا بالإيجاب على بيلجريني ورجاله. كما أن اللقاء يمثل تحدي من نوع خاص لبيلجريني، بعد حملة الإنتقادات الشرسة التي وجعت ضده، بسبب لعبه بمهاجمين أمام برشلونة، وعدم التحفظ الدفاعي الذي كلفه الخسارة بهدفين، وكاد ان يسفر عن نتيجة تاريخية بملعب الإتحاد، لذلك المباراة ستكون فرصة ذهبية للتشيلي للرد سريعا. وفي ليفربول رودجرز وضعه لا يختلف كثيرا عن بيلجريني، بل أسوء بكثير، بعد الصفقات التي أبرمها النادي في الصيف، ولم يقدم معظمهم المستوى المأمول منهم، وعلى رأسهم بالوتيلي ولالانا وديان لوفرين الذي أطاح بفريقه من اليورباليج بركلة جزاء، عانقت مدرجات بيشكتاش انونو التركي الخميس الماضي. ويحتل الريدز المركز السادس بجدول ترتيب البريمييرليج، برصيد 45 نقطة، ويفصله عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الثالث 5 نقاط، وعن أرسنال 3 فقط. ولا يوجد طريقة لمصالحة جماهير الأنفيلد بعد الخروج من اليورباليج، أفضل من الإنتصار على الفريق الذي حرم ليفربول من لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.
الغيابات سيستعيد ليفربول كل من جيرارد وهيندرسون، وساخو وجونسون، بعد غيابهم جميعا عن مباراة بيشكتاش الأخيرة، مما سيعطي دفعة معنوية قوية للريدز. كما يعود أيضا المهاجم الشاب لازار ماركوفيتش، بعد عودته من الإيقاف ليحل محل ماريو بالوتيلي بالتشكيلة الأساسية. ومن المتوقع أن يخسر ديان لوفرين مركز للفرنسي ساخو، على أن يلعب الألماني ذو الإستخدامات المتعددة إيمري كان بخط الدفاع. بينما سيلعب بيلجريني بتشكيلة كاملة خالية من الإصابات، بينما يعود يايا توريه، بعد غيابه عن لقاء برشلونة للإيقاف. ومن المتوقع أن يلعب مانجالا بدلا من الأرجنتيني المتخبط مارتن ديميلكيس بجوار كومباني بخط الدفاع. ويأمل بيلجريني أيضا مشاركة الثنائي كولاروف وفيرناندينيو، بعد المستوى الهذيل لكليشي وفيرناندو أمام برشلونة الثلاثاء الماضي. سوبر ماريو يواجه فريقه القديم بالرغم من عدم ظهوره بمستوى مميز مع الريدز هذا الموسم، وتسجيله هدفين فقط بالدوري الإنجليزي حتى الآن، إلا أن رودجرز قد يدفع بالدولي الإيطالي أمام السيتي، لإعطاءه الفرصة للإستفادة من الحافز المعنوي الذي قد يمتلكه اللاعب. بالوتيلي غادر السيتي في 2013، بعد خلاف حاد مع المدرب روبرتو مانشيني، وحان له الوقت لملاقاة زملاءه السابقين، فهل يمتلك سوبر ماريو القدرة الكافية لإثبات قدراته أمام الفريق الذي فرط فيه بالرغم من إمتلاكه سجل تهديفي جيد وقتها؟
ليفربول لا يخسر على ملعبه من السيتي السيتي لم يستطع هزيمة ليفربول في آخر 12 زيارة له للأنفيلد، وكان آخر فوز لهم بنتيجة 2/1 منذ 12 عام. كما أن ليفربول لم يخسر في آخر 10 مباريات له بالدوري الإنجليزي، وحافظ على نظافة شباكه في 5 من آخر 6 مباريات له بالبطولة. السيتي ليس بالخصم السهل مانشستر سيتي سجل على الأقل هدفين بآخر سبع مباريات له بالدوري الإنجليزي، ولم يتلقى أي هزيمة في آخر 17 مباراة له بالمسابقة.
مفاتيح اللعب ليفربول يأتي النجم الأول للريدز رحيم سترلينج، كأهم مفاتيح اللعب للمدرب بريندان رودجرز، لما يمتلكه الإنجليزي الشاب من سرعة ومهاره، تجعل الأمور أكثر سهولة لفريقه للوصول لمرمى الخصوم. ومن الأرجح أن يستمر رودجرز في الإعتماد على سترلينج بمركز قلب الهجوم، على أن يلعب بأي بستوريدج العائد بقوة أو بالوتيلي، رفقة كوتينيو بالخط الأمامي. النجم البرازيلي فيليب كوتينيو، لا يقل تأثيرا في المباريات القليلة الماضية، عن سترلينج، فصانع ألعاب إنتر السابق تطور بشكل مذهل بالدور الثاني بالبريمييرليج. وسينتظر جمهور الأنفيلد قذيفة مماثلة، للتي سددها في شباك ساوثهامبتون وساهمت في إهداء الفريق فوزا ثمينا 2/0 خارج ملعبه. أيضا الألماني ذو الأصول التركية إيمري كان، الذي ربما لعب بجميع المراكز هذا الموسم باستثناء مركز حراسة المرمى، يعتبر ورقة رابحة لرودجرز يستخدمها كما يشاء. ويمتلك كان المرونة التكتيكية الكافية، التي تتيح لليفربول مواجهة الطوفان الهجومي للسيتي، ويستطيع تقديم الدعم الكافي لساخو وسكرتيل.
مانشستر سيتي ما أكثر مفاتيح اللعب والأوراق الرابحة للسيتي، لكن المهاجم المتألق سيرجيو أجويرو، سيمثل أبرز مخاوف جماهير الأنفيلد، حيث كان الأرجنتيني صاحب ال17 هدف بالبريمييرليج هذا الموسم أفضل لاعبي الفريق أمام برشلونة وسجل الهدف الوحيد. مما يعني أن "الكون" لا يتأثر كثيرا بحالة زملاءه، فهو يعرف طريقة جيدا نحو المرمى، وقد يحمل أنباء غير سارة للبلجيكي مينيوليه. عودة يايا توريه ستعطي دفعة معنوية وفنية مهمة جدا لوسط السيتي، فغيابه أثر بوضوح على التوازن الدفاعي والهجومي، بالإضافة لخلق الفرص بالفريق، وكان عدم حضوره من أهم أسباب سقوط السيتي أمام برشلونة. أيضا ديفيد سيلفا صانع الألعاب المميز سيعول عليه كثيرا بيلجريني، لإمداد الثنائي الهجومي أجويرو ودزيكو بفرص التسجيل. نقاط الضعف ليفربول دفاع الريدز كان بحالة جيدة الأسابيع القليلة الماضية، لكن ذلك كان أمام ساوثهامبتون، توتنهام، إيفرتون المتخبط، أستون فيلا، ويست هام، سندرلاند. فهل يستطيع الصمود تحمل الضغوط أمام خصم سيضغط بكامل خطوطه، حسبما أكد بيلجريني قبل اللقاء؟ وسط ليفربول بتواجد هيندرسون وآلن أو جيرارد، سيكون أمامه معركة قوية ربما ستكون غير متوزانه مع يايا توريه وفيرناندينيو وسيلفا، وسيكون الفريق في ورطة كبيرة إذا خسارة الكرة كثيرا بالمواجهات الفردية بمنتصف الميدان. وقد تكون هذه المعركة هي الفيصل في تحديد الفائز بهذه المواجهة المرتقبة، خاصة في حالة مقارنة قدرات أي من آلن أو هيندرسون مجمعين أمام يايا توريه وحده ! مانشستر سيتي دفاع مانشستر سيتي سبب له مشاكل فادحة أمام برشلونة، وظهرت عيوبه ضد خصم يهوي الإستحواذ على الكرة، والتلاعب بالفريق الخصم. نقطة الضعف الرئيسية تكمن في شريك كومباني سواء مانجالا أو ديميكليس، فأي منهما أثبت أن السيتي يحتاج لمدافع آخر أو 2 الصيف القادم. كما أن زاباليتا لم يكن في أفضل حالاته مؤخرا، مما قد يدفع بيلجريني للإعتماد على الفرنسي باكاري سانيا، لتجنب مشاكل قد يسببها الريدز من الأجنحة.
