ريو دي جانيرو مايو (د ب أ)- رغم مرور 64 عاما على الواقعة ، ما زالت هزيمة المنتخب البرازيلي أمام أوروجواي في المباراة الختامية لكأس العالم 1950 بالبرازيل على استاد "ماراكانا" تطل برأسها كلما تطرق الحديث إلى كأس العالم 2014 التي تنطلق فعالياتها في 12 يونيو المقبل. مساحه اعلانيه وأهدر المنتخب البرازيلي في 1950 أول فرصة حقيقية لإحراز لقبه العالمي الأول عندما استضافت بلاده البطولة وكان الفريق بحاجة إلى التعادل في المباراة الختامية أمام أوروجواي ليتوج باللقب لكنه خسر 1/2 ليهدر الفرصة فيما عرف تاريخيا بلقب "ماراكانازو" تلك السقطة التي ما زالت ذكرياتها حاضرة بقوة في بلاد السامبا. وقد يكون سقوط المنتخب البرازيلي في المونديال الجديد هذا العام أمرا واردا ولكن أي إخفاق لن يضاهي "ماراكانازو" 1950 . وسجل نجم كرة القدم الأوروجوياني ألسيديس جيجيا هدف الفوز 2/1 في الدقيقة 79 على استاد "ماراكانا" بمدينة ريو دي جانيرو الذي احتشد في مدرجاته 200 ألف مشجع ليمنح جيجيا منتخب بلاده اللقب العالمي الثاني ويبدد آمال راقصي السامبا في إحراز لقب المونديال للمرة الأولى. وجاء الفوز الثمين في 16 تموز/يوليو 1950 لتكون من أبرز اللحظات في تاريخ كرة القدم وبطولات كأس العالم كما أنه من أهم اللحظات في تاريخ أوروجواي على مدار 200 عام مضت. وفي المقابل ، ما زالت سقطة "ماراكانازو" هي السكين الذي يطعن قلب كرة القدم البرازيلية. والسؤال الآن هو : هل لا زالت "ماراكانازو" صدمة تؤرق البرازيليين الحاليين ؟ وهل يمكن لذكرياتها أن تؤثر على بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ؟ ويرى المهاجم البرازيلي السابق رونالدو ، الفائز بلقب كأس العالم في 1994 و2002 ، أن الإجابة على هذا السؤال هي النفي. وقال رونالدو النجم السابق لبرشلونة وريال مدريد الأسبانيين وإنتر ميلان الإيطالي ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ،:"لا أعتقد ذلك. ما حدث مع البرازيل وأوروجواي في كأس العالم 1950 كان قبل سنوات عدة. لم أكن قد ولدت بعد. معظم الموجودين حاليا لم يولدوا إلا بعد هذا التاريخ". كما صرح لاعبون معتزلون آخرون مثل بيبيتو وخوسيه فيريرا نيتو والمعلق والكاتب الصحفي البرازيلي الشهير جوكا كفوري ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، بنفس الشيء. ولم يكن بيبيتو ونيتو قد ولد في 1950 كما كان عمر كفوري ثلاثة أشهر فقط عندما مني المنتخب البرازيلي بهزيمة 1950 . ولذلك ، لا يعاني الثلاثة من هذه الصدمة ومثلهم كثيرون خاصة وأن الذكريات السائدة لدى الغالبية هي أن المنتخب البرازيلي توج بعدها بلقب كأس العالم خمس مرات (رقم قياسي). ولكن أسطورة كرة القدم البرازيلي ماريو زاجالو /82 عاما/ يخالف هذا الرأي. وقال زاجالو ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ،: "بالطبع ، هزيمة 1950 كانت صدمة هائلة. وصلت لدرجة أنني عندما كنت مديرا فنيا للمنتخب البرازيلي في 1970 ، كان الجميع يتحدثون عن 1950 في التدريبات.. لاعبو منتخب 1970 كان لديهم ثماني سنوات في عام 1950 ولم يكن لديهم ما يفعلوه بشأن 1950 . ظهرت أجواء خانقة ، أجواء لم تكن جيدة بالنسبة لنا". ويشارك منتخبا البرازيل وأوروجواي في بطولة كأس العالم 2014 والتي تنطلق في 12 حزيران/يونيو المقبل بمدينة ساو باولو. وبثت شركة "بوما" الألمانية للملابس والأدوات الرياضية إعلانا تلفزيونيا أعاد للذاكرة "شبح 1950" حيث أيقظ الشبح ونقله إلى البرازيل حاليا. فهل يمكن لهذه القصة أن تتكرر ؟ والأسوأ ، هل يمكن للمنتخب البرازيلي أن يخسر النهائي على نفس الاستاد في ريو دي جانيرو أمام منافسه التقليدي العنيد المنتخب الأرجنتيني ؟ وقال ماريو كيمبس الفائز بلقب كأس العالم 1978 مع المنتخب الأرجنتيني ، لوكالة الأنباء الألمانية ، :"ستكون صدمة كبيرة لهم ، للمرة الثانية ، في بلدهم وكبلد مضيف ، أن يخسروا أمام ألد منافسيهم". ولم يعبر المنتخب البرازيلي دور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بينما بلغ منتخب أوروجواي المربع الذهبي ولكنه تأهل للمونديال البرازيلي من الباب الضيق وكان آخر المتأهلين للنهائيات عبر دور فاصل مع المنتخب الأردني حيث أنهى مسيرته بتصفيات قارة أمريكا الجنوبية في المركز الخامس ثم عبر من البوابة الأردنية. ومنذ 1950 ، لم يفز منتخب أوروجواي بلقب كأس العالم بينما أحرزت البرازيل اللقب خمس مرات. ويرى البرازيلي فابيان جونزاليس فاليرو ، المولود لأب أوروجوياني ، أن المجموعة الصعبة التي وقع فيها منتخب أوروجواي مع منتخبات إنجلترا وإيطاليا وكوستاريكا بالدور الأول للمونديال البرازيلي تبدو فرصة للفريق أكثر منها مشكلة. وتنبأ فاليرو "البرازيليون يخافون أوروجواي قليلا. إذا عبر منتخب أوروجواي كمتصدر للمجموعة ، سيصل بالتأكيد إلى الدور قبل النهائي أو النهائي. وبعدها ، ستكون هناك ماراكانازو". وأنفق فرانسيسكو موراييس رئيس رابطة "راكا روبرونيجرو" لمشجعي فريق فلامنجو البرازيلي أكثر من مليون دولار على مدار ثلاثة عقود ليسافر خلف فريق فلامنجو والمنتخب البرازيلي في جميع أنحاء العالم. ويرى موراييس أن حدوث كارثة جديدة في النهائي ليس أمرا ممكنا ببساطة. وقال ، لوكالة الأنباء الألمانية ، "إذا بلغ المنتخب البرازيلي المباراة النهائية ، سيتوج الفريق بطلا. ما يمكن أن يحدث بالفعل للمنتخب البرازيلي هو الخسارة في الدور قبل النهائي أو دور الثمانية. يمكن أن يحدث هذا. ولكن الفريق لن يخسر في ماراكانا. لن يخسر الفريق". ويرى كفوري الأمور بشكل مختلف قائلا :"إذا كانت هناك فرصة لماراكانازو جديدة ، ستحدث أمام المنتخب الأرجنتيني".