بهدوء وصمت قد لا يشعر بهما أحد وعقلية فذة وشخصية قوية وصارمة .. نجح عبد العزيز عبد الشافي نجم الأهلي السابق وأبو سبع أرواح في القلعة الحمراء من المرور بالفريق الأول لكرة القدم من عنق الزجاجة وتخطي المواجهات الأصعب حتي الأن في البطولة والوصول بالفريق إلي قمة الدوري لأول مرة والحفاظ عليها مع المنافس التقليدي الزمالك بعد مواجهة القمة الأخيرة. ليؤكد جدارته بالإستمرار كمدير فني للفريق في الموسم الحالي وتكون أول فرصة متكاملة له مع الفريق الأحمر. زيزو استطاع مداواة الكثير من الأخطاء التي وقعت فيها ادارة النادي وبذل جهدا كبيرا من أجل تصحيح الأوضاع وانتشال الفريق بعد أزمة رحيل البرتغالي "الفشنك " جوزيه بيسيرو بعد أن فشل الأخير في نيل ثقة الجماهير الحمراء في كل مكان بكثرة الخسائر والتعادلات وهو الأمر الذي هدد الأحمر بفقدان الدوري هذا الموسم أيضا. لكن كان رحيله بمثابة الإنقاذ لأنه منح الفرصة للمجتهد عبد العزيز عبد الشافي ليعلن عن نفسه ويبدأ خطة التصحيح وساعده في ذلك أنه لم يكن بعيدا عن الفريق فهو من قاد الأهلي في السوبر أمام الزمالك أيضا في الإمارات بعد رحيل فتحي مبروك وأحمد أيوب وفاز 3-2 وجلب البطولة للأهلي بعد ضياع الدوري والكأس في الموسم الماضي.. زيزو الذي قدم أداء ممتازا مع الأهلي الموسم الماضي في عضويته للجنة الكرة وكان له دور مهم في الصفقات الجديدة التي أبرمها الفريق كان علي موعد مع وضع نظام وخطة عمل مستقبلية شاملة وكاملة لقطاع الكرة في القلعة الحمراء وكان بالفعل قد بدأ في تطبيقها بعد أن تم اسناد هذا الملف الحيوي له بقرار من مجلس إدارة النادي بعد التعاقد مع البرتغالي بيسيرو. لكن توقف هذا البرنامج الطموح لزيزو لأنه كان مطلوبا في مهمة الإنقاذ الخاصة بالفريق والتي تمت أيضا علي أكمل وجه بعد أن تخطي زيزو مع الأهلي مباريات الإسماعيلي والإتحاد وانبي والزمالك ويتبقي له في الدور الأول المواجهة المؤجلة أمام المصري والمقرر لها 22 من فبراير الجاري. وعلي الرغم من انشغال اللجنة الفنية المكلفة بإختيار المدير الفني الجديد للفريق الأحمر ليتولي المسئولية بعد مباراة القمة الأخيرة أمام الزمالك. إلا أنه كان لدي الإدارة قناعة بضرورة الإنتظار حتي انتهاء مباراة القمة لمعرفة نتيجة مجهود زيزو مع الفريق والذي جاء علي أفضل ما يكون. وجاء اعتذار المدربين الوحيدين الذين فاوضهما الأهلي واحدا تلو الأخر لتولي تدريب فريقه وهما الفرنسي رينارد پوالألماني فيليكس ماجات في صالح زيزو للإستمرار في منصبه. والحقيقة أن زيزو نفسه لا يريد هذا الأمر. وقال لرئيس الأهلي محمود طاهر في جلسة منفردة حضرها أيضا طاهر الشيخ عضو مجلس الإدارة واللجنة الفنية لإختيار المدير الفني الجديد أنه لا يرغب في تدريب الفريق الأول للأهلي وطلب سرعة الانتهاء من ملف المدير الفني الأجنبي الجديد ليسلمه مهام عمله بعد مباراة القمة. ثم تم مد المهلة للإختيار حتي نهاية الدور الأول من البطولة بشكل رسمي بمواجهة المصري البورسعيدي. ثم كانت المفاجأة بالضغوط التي مارسها الشيخ طه إسماعيل أحد أبناء الأهلي علي زيزو في اتصال هاتفي به طالبه فيه بضرورة الإستمرار في عمله كمدير فني حتي لا ينفرط عقد الفريق. فعندما يتم التعاقد مع مدرب أجنبي جديد في منتصف الموسم سيأخذ فترة للتجربة حتي يستقر علي التشكيل الأساسي والعناصر التي سيعتمد عليها. وهو ما يعني إمكانية فقدان الأهلي لما حققه مع زيزو. الأخير اقتنع بكلام الشيخ طه وطلب منه نقل وجهة النظر هذه لرئيس النادي وهو بالفعل ما حدث وبعد الإنتهاء م القمة أمام الزمالك بات زيزو مرشحا للإستمرار في منصبه حتي نهاية الموسم الحالي.. ولعل من العوامل التي ترجح كفة استمرار زيزو في منصبه الحالي. نجاحه في السيطرة علي اللاعبين اذ لم تخرج مشكلات من نجوم الفريق سوي تلك التي وقعت بين عماد متعب وصالح جمعه واظهر فيها زيزو العين الحمراء لأحد نجوم النادي الكبار كما أنه قبل مباراة القمة الأخيرة اتسمت التدريبات بالجدية وحماس وصل الي العنف في بعض الاحيان. أيضا تحسن النتائج وتربع الأهلي علي الصدارة بل والإبتعاد بالصدارة بعيدا عن المنافسين الذين يعاندون الأهلي منذ بداية الدوري يعد العامل الأول الذي يرجح كفة زيزو خاصة وأنه بدأ مسيرته مع هذا الجيل بالفوز علي الزمالك والحصول علي السوبر في الإمارات قبل انطلاق الموسم وتسليم الفريق للبرتغالي بيسيرو. العامل الأخير الذي يرجح كفة بقاء زيزو وهو الخاص بتوفير النفقات والدولارات التي كان من المنتظر صرفها علي المدير الفني الجديد كراتب ومكان إقامة وسيارة خاصة وكذلك الجهاز المعاون له لأن زيزو من أبناء الأهلي ولن يحصل علي ربع ما سيأخذه أقل مدرب أجنبي يتفاوض معه النادي الأحمر. في النهاية زيزو أثبت أن أبناء الأهلي هم أكثر من يخافون عليه وأظهر احترافية فريدة من نوعها في التعامل مع اللاعبين وكيفية حل المشكلات والأزمات بهدوء في الملعب هو خبير قادر علي قراءة اللعب وفرض الأسلوب علي المنافس بعد غلق مفاتيح لعبه وهو ما حدث مؤخرا في القمة أمام الزمالك. پ