موضوع الساعة والحدث الاكبر في عام 2015 بايقاف بلاتر وبلاتيني 8 سنوات. يعتبر عام 2015 أسوأ سنة في تاريخ الرياضة عموما وفي تاريخ الفيفا منذ ان تأسست عام 2004. فقد أعلنت غرفة الحكم في الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة الفرنسي ميشيل بلاتيني لمدة 8 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم في قضية "دفع غير شرعي" من الأول إلي الأخير عام 2011 يصل إلي مليوني دولار عن عمل قام به الفرنسي لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002. ويملك بلاتر وبلاتيني اللذان كانا حتي الآن أقوي مسئولين في عالم كرة القدم فرصة الاستئناف أمام الفيفا ثم بعد ذلك أمام محكمة التحكيم الرياضي. ولكن ضيق الوقت في حسم القضية نهائيا قد يحرم بلاتيني من الترشح لرئاسة الفيفا في انتخابات 26 فبراير المقبل. اعتبر القضاة أن كلاً من بلاتر وبلاتيني أساء استغلال منصبه وفرضت غرامة علي بلاتيني بقيمة 80 ألف فرنك فرنسي "74 ألف يورو" مقابل 50 ألف فرنك فرنسي "46295 يورو" علي بلاتر. ويمكن لبلاتيني اللجوء إلي محكمة التحكيم الرياضي بيد أنه يتعين عليه الحصول علي موافقة الفيفا وهو أمر غير مرجح بحسب مصادر مقربة من الهيئة الكروية العالمية. وأوقفت لجنة الأخلاق المستقلة بلاتيني ومعه بلاتر في 7 أكتوبر عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوما حتي 5 يناير 2016. ودافع السويسري سيب بلاتر الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي لكرة القدم عن براءته أمام قضاة لجنة الأخلاقيات الذين استمعوا إليه في مقر السلطة الكروية العليا في زيوريخ. اما عن ميشيل بلاتيني الموقوف 8 أعوام من قبل الفيفا فقد قال ان المباراة الحقيقية قد بدات وأنه سوف يقاتل ضد هذا الظلم من محكمة إلي محكمة وانه لا يدري لماذا سعي بعض الحاقدين علي تلطيخ اسمه في الصحف. اما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فقد أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد قرار إيقاف رئيسه الفرنسي ميشيل بلاتيني 8 أعوام من ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم من طرف لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي للعبة مؤكدا مساندته له في حصوله علي محاكمة عادلة. ولا يزال الاتحاد الأوروبي يعتبر بلاتيني رئيسا له مثلما يدل علي ذلك نظامه الأساسي علي الرغم من إيقافه منذ 8 أكتوبر الماضي. المدهش فوق كل هذا ان الفيفا نفسها من خلال لجنة الاصلاح التي شكلها بلاتر هي التي اوقفته 8 سنوات. لم نر مثل هذا القرار في دنيا كرة القدم من قبل ان توقف لجنة منبثقة من الفيفا رئيسها بهذه الشفافية. انه عالم غير عالمنا هنا.. لم نر ذلك في مجتمعاتنا ابدا ولو حدث فقد تكون من وحي الخيال. هل توجد لدينا في مصر او في البلاد العربية والافريقية او حتي الاسيوية ان تمت اقالة او ابعاد رئيس اتحاد محلي او قاري في اي لعبة من الالعاب الاخري من قبل اتحاده او لجانه. هذا درس يجب ان نستفيد منه في كيفية الحفاظ علي نزاهة القرار حتي لو كان من رئيس الاتحاد او غيره. الغريب ان هذه المبالغ برغم انها لم تدفع من خلال تعاقد او مكاتبات رسمية الا انها كانت امام الجميع ولم تتم من خلف الستار. ولكنها تمت من خلال وعود او مكافآت لم تقبلها لجنة الاخلاق والحكم في الاتحاد الدولي. بلاتر شخصية قوية استطاع ان يهيمن بقبضته علي كل خيوط الاتحادات القارية وقام بمجهودات ضخمة في رفع البنية الاساسية في كثير من دول العالم النامية. ولكنه نسي شيئا واحدا لم يعرفه الا بعد ان اطيح به وهو ان له اعداء لم يرهم جيدا وقلل من خطورتهم فاوقعوه في الهاوية.