أول مرة أحس بمعنى "هم دول المصريين"، لأني ماكنتش بسمعها غير لما مصر بتكسب ماتش، لكن الوقتي بقى ليها معنى مختلف، لما نزلت وشفت المصريين فى ميدان التحرير، وإزاي بيعاملوا بعض، المسلم والمسيحي والكبير والصغير والغنى والفقير، وبتمنى مصر كلها تبقى زى ميدان التحرير ... عم محمود: دي حريتنا اللي متاخدة مننا من 30 سنة شُفت المصريين الحقيقيين مش اللي بيقول أنا مصري وخلاص، لا، اللي بيحب البلد وعايز حريته وده زى عم محمود.. اللي دخلت خيمته البسيطة وكان بياكل بقصمات وحلاوة، وباين على وشه الهم والحزن عشان ولاده اللي سايبهم من أكتر من 10 شهور، ومش عارف يعيشهم، وإحساسه بذل النظام، وأما سألته إنت ليه شاركت فى المظاهرة قال لي: (المفروض كلنا نشارك، دي حريتنا اللي متاخدة مننا من 30 سنة، وكمان لأني مش عارف أعيش مع ولادي، بقعد شهرين معاهم وشهرين لا، وبقوا دلوقتي في ثانوية عامة، ولازم أبقى معاهم، أنا اشتغلت حاجات كتير قوى بس كله مش نافع" "أنا شاركت فى المظاهرة على أمل ترجع لنا حريتنا، مع إن سني 50 سنة، لغاية ما جالي انفصال شبكي بسبب طوبة، محتاج عملية، لكن أنا مش ماشى من هنا إلا وأنا شهيد أو لما مبارك يمشي". زين: أنصاف الثورات بتنتهي بمقابر للشعوب خرجت ورحت الخيمة اللي جنبه، لقيت مجموعة شباب جايبين دش ورسيفر وتليفزيون وعايشين حياتهم، وقالوا لي إحنا جبنا الحاجات دي عشان نبين للنظام إننا متعايشين ومفيش أي مشكلة، وبنشغل الجزيرة عشان نتابع الأخبار". وابتدى زين -25 سنة، محامي- كلامه ب"أنصاف الثورات تنتهى بمقابر للشعوب"، إحنا ابتدينا مشروع ولازم نكمله إن شاء الله سبحانه وتعالى، وهنوصل للي إحنا عايزينه، أو نفضل زى ما إحنا كده فى ظلم"، وتابع: "كنت بحلم الثورة دى تقوم من زمان، ولكن كل شيء بأوان"، وأكد زين إنه لاحظ مظاهر حضارية كتير ماكانش بيشوفها قبل كده، زي الولاد والبنات اللي بيلموا الزبالة، واللي بيوزعوا أكل ببلاش، وعدم وجود أي حالة تحرش طول الثورة. أما فهد -21 سنة، 6 طب- فقال "أنا كطبيب عارف إن 20% من الناس عندها كبد وبائي، وناس كتير بتغسل كلى، وفي 30 سنة السرطان تضاعف 7 مرات، ده غير 40% من الشعب تحت خط الفقر، 30سنه يأس، وما صدقت لقيت ناس بتقول لا، وماكنتش متوقع إن الثورة تقوم بالشكل ده، ولكن طالما بدأت حاجة لازم تخلصها". وإيهاب -19 سنة، 3 طب- قال: "أنا ماكنتش متوقع إن الثورة هتقوم، وتوصل لكده، بس الناس كلها حلمت بيها، وشاركت عشان ولادى مايعيشوش زى ما أنا عشت، وعلى الرغم من الضرب اللي اتضربناه والقنابل المسيلة للدموع، استحملنا عشان بنطالب بالحرية اللي نستحقها". محمد كمال: أنا شاركت عشان مستقبل أولادي وبعد ما سيببت الشباب المتفائل دول، قابلت محمد كمال -38 سنة- اللي جاي من إسكندرية مخصوص عشان يشارك فى الثورة، وقال: (أنا شاركت عشان مستقبل ولادي التلاتة، وعشان أرجّع حقوق البلد اللي اتسرقت، وأقطع رؤوس الفساد، لكن ماكنتش متخيل إنها هتكون بالقوة دي، وأنا فدى البلد دي حتى لو استشهدت". ولما سألته عن موقعة الجمل، ضحك قوى وقال: "دى فكرتنى بغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن إحنا الحمد لله قدرنا نتغلب عليهم وسلمناهم للجيش، وكان فيهم أمناء شرطة وناس من الحزب الوطني، ومعانا الكارنيهات بتاعتهم". إحدى السيدات: وإيه المشكلة لما ابني يستشهد؟ وأنا قاعد مع محمد، لقيت ست طيبة بتوزع أكل على الناس، وجت عزمت عليا، فسألتها: "إنتى ليه شاركتى فى المظاهرات دى؟"، قالت لي: "أنا قلبي موجوع من يوسف والي اللي جاب المبيدات المسرطنة من عشرين سنة، وماحدش قال له إنت بتعمل إيه، ومفعول السرطان ده عايز له 50 سنة عشان يروح، تكون أجيالنا كلها راحت" وتابعت: "حسنى مبارك لازم يمشى ودلوقتي، مش هنستنى 6 شهور، كفاية صبرنا عليه 30 سنة". ولما سألتها: "مين اللي شجعك على النزول؟"، قالت: "أنا نزلت أول ما عرفت إن فيه مظاهرات، وقلت لابني الوحيد انزل إنت كمان، مع إن ناس كتير قالوا لي لا، ده ابنك الوحيد، ولكن أنا قلت لهم ده جهاد وجه لغاية عندنا..نسيبه؟ أكيد لا، وقلت لهم ما كل الشهداء دول ولادي، وإيه المشكلة لما ابني يستشهد". وفيه واحدة صاحبتي لما عرفت إن الناس بتبات فى التحرير، طلبت منى أأجّر لها شقة في الميدان هنا، عشان الناس تدخل فيها الحمام، ولكن الحمد لله كل حاجة هنا متوفرة".