لا للخوف... لا للفقر، لا للبطالة، لا للفساد، لا للتوريث، هكذا رفع شباب حركة 25 يناير مطالبهم فى وجه الحكومة وسطروا بها صفحة مضيئة فى تاريخنا المصرى، هذا ولم تخلق تلك الإنتفاضة فجأة فقد سبقتها عدة مظاهرات وشعارات واغانى ولافتات تندد بما يرأه الشباب من تردى فى كافة المستويات، ولعل من ابرزها اغنية نخلق وطن للفنان جونى والتى سبقت الإنتفاضة بعدة أشهر ولعلها كانت من التنبؤات الصريحة لنهضة هذا الحشد الغفير من الشباب، فبينما كان الغالب على الأغانى المصرية طابع الحب والهجر، سطر الفنان "انطونيوس نبيل" ملحن وكاتب كلمات أغنية "نخلق وطن" من البوم آخر نقطة شمس والتى تقول: "لازم ندور ع الطوفان يمكن لو الكون اتمحى نخلق وطن مافهوش حيطان مافهوش قلوب متجرحة، نخلق وطن مافهوش خريف مافهوش عبيد ولا ليل مخيف ولا شيء بعيد، مافهوش بشر تقدر تخون فيه كل ايد بتضم ايد فيه الحنان جوه العيون وردة أمل متفتحة". كلمات الأغنية كانت تعد مختلفة بل وغريبة على الآذان التى أعتادت سطحية المعنى وتكرار الكلمات، وفى الوقت ذاته كانت تعد حافزاً لمن يرنو لخلق وطناً جديدة بمنأى عن الخوف والخيانة والفساد، ومن أجل ظهور تلك الوردة المتفتحة للنور والمستقبل المضئ للبلاد ضحى العشرات من أبناء مصر بنفوسهم من أجل مستقبل مشرق لغيرهم مفيهوش عبيد فيه كل أيد بتضم أيد وهو ما تجلى بوضوح فى الإنتفاضة الشعبية التى أنصرفت عن النظر إلى أى أعتبارات فرعية كالجنس أو الدين.. . وقد أختار الفنان جونى لتصوير تلك الأغنية على اليوتيوب مقطع من فيلم البرئ لعاطف الطيب وأحمد زكى وهما يرفعان علم مصر وليبقى علم مصر مرفوعاً بعيداً عن أى فساد وراسخاً فى قلب الوطن، جامعاً بداخله كيان كل الشعب المصرى الواحد.