في يوم من الأيام، قررت أزور دار للأيتام، وألعب مع الأطفال هناك، وأشارك في رسم البسمة علي وشوشهم. اخترت دار متوسطة الحال، قريبة من البيت، وأول ما وصلت هناك، لقيت منظر غير اللي كنت متخيله تماماًً، لقيت الأطفال قاعدين في دائرة بيضحكوا وبيلعبوا مع بعض، في وسط الدائرة واقف طفل عمره متوسط، لا هو أكبرهم ولا أصغرهم، ومع ذلك أنشطهم وأكتر واحد فيهم بيضحك. بعد ما خلصوا لعب، ناديت الطفل ده، أتكلم معاه شويّة وأتعرف عليه، كان اسمه كريم، عنده 9 سنين وفي تالتة ابتدائي، وعايش في الدار من 4 سنين. كريم اتولد ما لقاش باباه، بيقول إنه سافر قبل ما يتولد، ومش عارفين عنه حاجة دلوقتي، وبعد ما اتولد عاش مع مامته في ظروف صعبة، ولأنها كانت عيانة ومفيش حد بيسأل عليهم، أول ما تم 4 سنين، تعبت قوي وماتت، فعاش عند واحدة جارتهم، بس برضه ظروفها كانت صعبة زيهم، فاضطرت توديه دار أيتام. وفي دار الأيتام، لقى حاجات كتير كان محروم منها، لقى لنفسه أكتر من أم تاخد بالها منه، وأكتر من أخ وأخت يلعب معاهم ويتصاحب عليهم. كريم دخل المدرسة وبقى أشطر واحد في الفصل وبياخد الدرجات النهائية، بيحب أصحابه في المدرسة، وإخواته في الدار، وهم كمان بيحبوه، وما رضيش يروح مع الناس اللي كانوا عايزيين ياخدوه يربوه عندهم في البيت، وقال إن الدار بيته وفيها إخواته وأمهاته اللي مش عايز يسيبهم. كريم بيحب المذاكرة والكورة والكتابة والرسم، وبيحب أبو تريكة وأحمد زويل، ونفسه لما يكبر، يكون مشهور والناس تحبه زيهم. كريم مش بيحب نظرة العطف اللي الناس بتبص له بيها، عشان هو يتيم، وبيقول إن ربنا بيحبه، وأكيد مش بيظلمه، يعني كل الناس زي بعض، اليتيم واللي مش يتيم، لكن الفارق في مين فيهم عارف يعيش ويرضى بعيشته، ومين مش عارف! بصراحة كنت فاكر إني هقدر أرسم البسمة علي وش كريم، لكن هو اللي رسم البسمة في قلبي، قبل ما يرسمها على وشي، كنت فاكر إن كريم محتاج لي، لكن اكتشفت إن أنا اللي محتاج له، أنا اللي محتاج أشوف كريم عايش سعيد إزاي، بعد ما عرف نِعم ربنا سبحانه وتعالى عليه، وأعمل زيه أنا كمان، وأرضى بنِعم ربنا سبحانه وتعالى عليا. فيه زي كريم كتير في دور الأيتام، إحنا اللي محتاجين لهم، مش هم اللي محتاجين لنا، يا ترى هنروح نزورهم عشان يرسموا البسمة على وشوشنا؟ كلمتنا – إبريل 2010