بعد أن مشى الجميع, بعد أن رحل الزحام من المنزل، وقفت له وقالت: لقد رُفعت الجلسة أيها الرجل, لقد انتهى عصرك وبدأ عصري، بعدما كنت أنت الحاكم وأنت القاضي.. فها أنا أقولها لك لقد رُفعت الجلسة, لقد نسيت أيها الحاكم أن لتلك المحكمة خادم ومعه مفتاح المحكمة، وحان وقت الخادم ليغلق المحكمة.. ليغلق قاعة الحكم ويرحل، فكن الآن حاكم في محكمة بلا خادم, فكن القاضي بلا شهود، وها أنا أغلق عليك باب المحكمة, لتقول لي أيها الرجل أين أنا من عالمك ؟ أين أنا من حاضرك وماضيك ؟، لقد مللت ارتدائي البدلة الزرقاء فلتلبسني يوما "سترة المحاماه" لأدافع عن نفسي أمامك أيها القاضي. لتحكم عليَّ أيها الحاكم بالإعدام أهون عليَّ من ذلك القفص, من تلك البدلة الزرقاء، أهون عليَّ من أن أنتظر طيلة الجلسة لأسمع أوامرك، لكن لم أتيح لك الفرصة لأننى أقول لك لقد رفعت الجلسة، لقد تعلمت من تلك الجلسة الكثير فمن حق الخادم أن يتعلم, لقد تعلمت أننى بك ضعيفة ومن دونك قوية، فاستيقظ أيها الرجل, أيها الحاكم الظالم, أيها القاضي المستبد، أرني ماذا ستفعل الآن؟ ماذا ستفعل بمحكمة ليس بها جاني, ليس بها خادم ؟، كنت تستمد غرورك مني والآن أري من أين ستأتى به؟ أقولها لك أيها الحاكم من الآن... لا أنتظر منك قضاءاً، لا أنتظر حكمك عليَّ ولا أخاف يوما أن تتركني أيها الرجل.. لا أخاف أن تهجرني أو تنساني، من هذه اللحظة أتخلى عن دوري كعبدة, أتخلى عن دوري كمجني عليها، فكن أيها الحاكم لكن بعيداً عني, كن حاكم ظالم بمحكمة لست أنا بها, كن قاض ٍمستبد لجناة لست أنا منهم, لتكن رجلاً كباقي الرجال، ولأصبح أنا إمرأة لكن ليست ككل النساء، فاستيقظ أيها الرجل... لقد رُفعت الجلسة .