لست في حاجة للتدليل علي احترامي الكامل للتاريخ النضالي للشاطر.. فقد كان أغلب الرافضون له (ومنهم العبد لله) يدافعون عنه وعن غيره ضد الظلم والمحاكمات العسكرية التي تعرض لها ! كما أنني لست في حاجة لمناقشة حق الجماعة –من الناحية القانونية البحتة- في الدفع بمرشح. لكن الترشيح المفاجئ للشاطر يثير عدد من الإشكاليات، تفند الحجج التي طرحها الإخوان كمبرر لترشيح الشاطر، ومن تلك الإشكاليات: 1- غياب المصداقية: بالنسبة للجماعة ولخيرت الذين اعلنا عن عدم الترشح، وأعلنا عن مبدأ "المشاركة لا المغالبة"! 2- أزمة الثقة وما أنعكس وسينعكس علي قدرة الإخوان علي العمل مع بقية القوي السياسية. 3- الكذب والمراوغة بالتصريحات، وإلهاء المجتمع السياسي عن أزمة الجمعية التأسيسية. 4- ازدواجية المعايير (فلماذا تفصل الجماعة أبو الفتوح وتأمر الشاطر أن يترشح !!) 5- مدي استقلالية قرار الشاطر إذا اصبح رئيسا.. في ظل أنه كما قال "ترشح تنفيذا لرأي الجماعة"! 6- مدي وجود صفقة مع العسكري الذي أسقط الأحكام العسكرية ورد للشاطر اعتباره. 7- عودة لزواج المال بالسياسة؛ بالنظر لأن خيرت رجل أعمال. 8- سيصبح للإخوان وتحالفاتهم (وهم يملكون تلقائيا أغلبية برلمانية "ميكانيكية" وأغلبية في تأسيسية الدستور) أن يضعوا مواد الدستور (حاصة فيما يتعلق بتنظيم العلاقة بين السلطات) والقوانين (خاصة القوانين المكملة للدستور) بما يحقق مصلحة وما يزيد سلطة (خيرت) في حالة فوزه بالرئاسة. في حين أنهم سيميلون إلي زيادة سلطة البرلمان في حالة قناعتهم بالأغلبية البرلمانية فقط ! 9- إصباغ القداسة علي شخصية الشاطر من خلال تحذير المرشد بأن دعوته مستجابة، وتشبيه أنصار الشاطر له بأنه يوسف هذا العصر الذي خرج من السجن ليحكم مصر ! ووصفه أنه منديلا مصر. 10- إذا أصبح الشاطر حاكما لمصر، باختيار ودعم مكتب الارشاد، سنكون بذلك أستبدلنا "لجنة السياسات" بمكتب الإرشاد، مع الفارق.. فسيعطي الطابع الكهنوتي لمكتب الإرشاد وضع أشبه بسلطات المرشد الأعلى الإيراني الذي لابد أن يوافق علي المرشح للرئاسة.. ولابد للمرشح إذا أصبح رئيسا أن يعمل تحت ظله !!!!!!! 11- أزمة توافق، فالجماعة أعلنت عن ترشيح الشاطر رغم رفض حوالي نصف المصوتين علي القرار، ورغم رفض قطاعات كبيرة من شباب الإخوان وبعض قياداتها لدرجة قيام بعض الشباب بتمزيق كارنيه عضوية الحرية والعدالة أو إعلان استقالتهم من الجماعة.. فإذا كانت الجماعة والحزب غير قادرين علي تحقيق التوافق الداخلي فكيف لها أن تحقق التوافق مع بقية القوي السياسية. 12- استئناس السلفيين، فقد توقع الكثيرون ميل السلفيين وحزب النور لمنافسة الإخوان. لكن علي الرغم من وجود مرشح سلفي هو أبو إسماعيل، أعلن النور السلفي والداعية السلفي عبد المقصود عن تأييدهم لترشيح الشاطر. 14- علي الرغم من ثبات فرص مرشحي التيارات المدنية والثورية، إلا أن ترشيح الشاطر أربك حسابات مرشحي التيار الإسلامي (أبو الفتوح، أبو إسماعيل، العوا) ويخصم من رصيدهم، ويفتت أصوات الإسلاميين، في حين أنه يضيف لفرص عمرو موسي وشفيق وعمر سليمان، ولا شك أن إعلان الأخير عن ترشحه في نفس الوقت مع إعلان الشاطر مرشحا للجماعة يثير العديد من علامات التعجب!!. 15- زيادة فرص تحول الإخوان إلي حزب وطني جديد نتيجة رئاستهم لمجلسي الشعب والشورى والجمعية التأسيسية للدستور ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية.. بالإضافة إلي النقابات والاتحادات الطلابية وربما اتحادات الملاك بالعمارات السكنية !!. بعد كل هذه الحجج هل ما زال إخواني يريد ترديد مقولة "هو مش من حقه يترشح.. والشعب ينتخبه أو مينخبوش؟".