لا ينسى أحد موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الشجاع في أوائل السبعينيات من القرن الماضي عندما وقف أمام حشد من زملائه بكلية الطب أثناء إلقاء الرئيس السادات كلمة، وصف فيها نظامه بأنه نظام "علم وإيمان"، فقاطعه أبو الفتوح قائلا: "إزاي حضرتك بتقول دولة علم وإيمان، ودولة ديمقراطية ويطلع علينا الأمن المركزي يضربنا عشان خرجنا في مظاهرة سلمية للاعتراض على التنكيل بالشيخ الغزالي الذي منع من الخطابة في جامع عمرو وحنط في وزارة الأوقاف، مما اضطره للسفر إلى الخارج ولم يتبق في مصر إلا الناس اللي بتنافق السلطة وبتنافقك يا ريس وهو ما يشير إلى الفساد، الفساد يا ريس". * الحرامية هذه المقولة أصبح أبو الفتوح بسببها واحدًا ممن طالتهم اعتقالات سبتمبر الشهيرة، كما تم حرمانه من التدريس بكلية طب القاهرة أيضا عقابا من السادات لطالب انتقده أمام جموع الطلاب وانتقد وصفه لانتفاضة 1977 بأنها "انتفاضة الحرامية". ولكن يبدو أن "الحرامية" ما زالوا يترصدون الدكتور أبو الفتوح حتى طالته أيديهم، ولكنهم الآن في ثوب جديد هو ثوب "حرامية ثورة" ويبدو أيضا أنه مكتوب عليه أن يدفع ضريبة شجاعته، ففي الفترة الماضية كان واحدا ممن وقفوا إلى جانب الثوار بميدان التحرير، في وقت تخلى فيه الكثيرون عن الثورة طمعا في حفنة من الغنائم، وكان صوته مجلجلا حين رفض الحكم العسكري لمصر، مؤكدًا أن بقايا النظام البائد ما زالت تعشش في معظم مؤسسات الدولة وأنه يجب تطهيرها بالكامل، الأمر الذي لم يعجب هؤلاء البقايا مما أدى لتعرضه لاعتداء في حوالي الحادية عشرة والنصف من مساء الخميس 23 فبراير، لدى عودته من مؤتمر جماهيري حاشد له بمحافظة المنوفية، حيث أصيب بارتجاج في المخ، بعد أن هاجمه ثلاثة مسلحين على الطريق الدائري في القاهرة وسرقوا سيارته أيضًا، حيث اعترضت طريقه سيارة خرج منها ثلاثة ملثمين عند مطلع الطريق الدائري من شبرا الخيمة، وقاموا بالاعتداء على السائق وعلى الدكتور أبو الفتوح وقاموا بسرقة السيارة. * سياسيون ومرشحون وحركات ثورية وقد توالت ردود الأفعال المنددة بحادث السطو المسلح الذي تعرض له أبو الفتوح، حيث انتقد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما وصفه ب "العجز عن تأمين مرشح رئاسي بارز هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مما تسبب في تعرضه لاعتداء من قبل مجهولين على الطريق الدائري". وبدوره، أكد الدكتور عماد الدين عبد الغفور رئيس حزب النور أن ما تعرض له الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، من اعتداء جزء من مخطط تخريبي لمصر، كما أدان الدكتور محمد سليم العوا وحمدين صباحي المرشحان المحتملان لرئاسة الجمهورية، أشد إدانة، الحادث الأثيم، وقال عبد الغفور: "أدين بكل ما أملك من قوة ما تعرض له الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من حادث اعتداء إجرامي، وهو لا شك جزء من المخطط التخريبي الذي يجري في البلاد". * المؤامرة فيما طالب حزب النور وزارة الداخلية بكشف مؤامرة الاعتداء على الدكتور أبو الفتوح وسرعة ضبط الجناة ومعرفة دوافعهم وتقديمهم للعدالة في أقرب وقت ممكن، وفي السياق، أدان الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أشد إدانة، الحادث الأثيم الذي تعرض له الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مساء أمس على الطريق الدائري. ودعا الدكتور العوا وزارة الداخلية إلى ضرورة استكمال القيام بواجبها في تحقيق الأمن للمواطنين في جميع أنحاء البلاد، قائلا: أدعو الله بأن يمن بالشفاء التام على الأخ الدكتور أبو الفتوح ليستمر في خدمة الوطن". من جانبه أعرب المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن تمنياته بالشفاء العاجل للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مطالبا بإلقاء القبض فورا على الجناة ومعرفة دوافعهم الحقيقية. فيما أعرب عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عن أسفه الشديد لما تعرض له الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من اعتداء، متمنيا له ولرفاقه الشفاء العاجل، مشيرا إلى أن ما حدث يدعو للقلق الشديد، مؤكدًا أن ذلك يعكس ما وصلت إليه الأوضاع الأمنية من تدهور لا ينبغي السكوت عليه. كما أدان الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الاعتداء الآثم الذي تعرض له الدكتور أبو الفتوح، معربًا في بيان أصدره اليوم عن بالغ أسفه وصدمته لهذا الحادث، وأضاف شفيق أن هذا الحادث الآثم يعكس بوضوح مدى تدني الأحوال الأمنية، وهو ما يتطلب سرعة وجدية التحرك للكشف عن أبعاد هذه الجريمة النكراء والتوصل إلى الجناة في إطار من العمل الحازم والحاسم من أجل إنهاء الانفلات الأمني الذي يهدد أركان المجتمع المصري. أما الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق فقال: تلقيت بانزعاج شديد خبر الاعتداء على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وأتمنى أن تختفي هذه الاعتداءات التي باتت تؤرق كل المصريين ولكنها لن تؤثر في عزيمتهم بكل تأكيد. إن عودة الأمن لن تكون بقرار بقدر ما ستكون ضمن إطار كامل سيتحقق بإذن الله بالانتقال الآمن لسلطة مدنية منتخبة، سلمك الله يا دكتور أبو الفتوح. بدورها أدانت الجمعية الوطنية للتغيير حادث الاعتداء على المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، معتبرة أنها محاولة لجرف الثورة عن مسارها السلمي، مؤكدة أن مطلب الكشف عن مرتكبي الحادثة مطلب عبثي في ظل عدم تطهير وزارة الداخلية من عناصر النظام السابق والموالين لحبيب العادلي. * زيارات وتوجه عدد من كبار رموز السياسة وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومرشحي الرئاسة لزيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في منزله بالتجمع الخامس، فيما اكتفت بعض القيادات المصرية بالاتصال بحملته للاطمئنان عليه، وتلقت حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح اتصالات هاتفية من كل من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، وإسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يزور القاهرة حاليا، والدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حين قام كل من الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والمهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط بزيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للاطمئنان على صحته، كما زار عصام سلطان عضو مجلس الشعب والدكتور مصطفى حجازي منزل المرشح المحتمل للاطمئنان. * الإخوان يستنكرون في السياق استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها "الجريمة المؤسفة التي تعرض لها أبو الفتوح، مؤكدة على ضرورة التصدي الحازم لحالة الانفلات الأمني المدبَّرة التي تشهدها مصر الآن، وضبط المجرمين المتسببين في ذلك ومحاسبتهم، سائلين الله له تمام العافية"، وطالبت خلال البيان جميع المسئولين عن الدولة، وخاصة الأجهزة الأمنية، بأن يقوموا بواجبهم، والذي سيحاسبهم الله عز وجل، ثم الشعب، عليه، وأن يقوموا بالانتشار في كل مكان من ربوع مصر لتحقيق الأمن لكل المواطنين، وأن يسارعوا إلى الكشف عن الجناة في هذه الحادثة وبقية الحوادث المماثلة، والتي تهدد أمن البلاد واستقرارها. * الشرطة وقد أمرت نيابة جنوببنها الكلية بتكليف جهاز الشرطة بإجراء تحرياته بشأن واقعة الاعتداء التي جرت الليلة الماضية على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وسائقه وسكرتيره الخاص، وكذلك تحديد ظروف حدوثها والجناة الذين ارتكبوها وضبطهم.
