كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يدرس حاليا عدة سيناريوهات محتملة لانهيار الجبهة الشمالية مع سوريا حتى لا يتكرر الوضع الذي تعاني منه على حدودها مع مصر، مشيرة إلى أن الأوضاع في شبه جزيرة سيناء سببت حالة من الذعر من تكرارها على بقية حدودها. وقالت الصحيفة إن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية اتخذت في الآونة الأخيرة عدة احتياطات لمواجهة احتمال نشوء وضع تكون فيه منطقة الحدود بين إسرائيل وسوريا عرضة للاختراق، موضحة أن مسئولين إسرائيليين حذروا سوريا من أن ردة فعل إسرائيل على أي حادث اختراق لمنطقة الحدود ستكون قاسية للغاية", ووفقا لأحد السيناريوهات المتداولة لدى قيادة الجيش، فإن ثمة تخوفا كبيرا من أن يفقد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد مقاليد السيطرة على المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب باستئناف الهجمات ضد إسرائيل، تماما كما يحدث في الآونة الأخيرة في شبه جزيرة سيناء بمحاذاة منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر. وأضافت إن هناك سيناريو آخر فحواه التخوف من أن يقدم الرئيس الأسد في حال تفاقم أزمته الداخلية على شن عملية عسكرية في هضبة الجولان يكون الهدف منها أن يوحد الرأي العام في سوريا والعالم العربي من حوله، وزادت قيادة المنطقة العسكرية الشمالية عدد الدوريات التي يقوم بها الجيش في منطقة الحدود مع سوريا،وقامت بإجراء عدة تدريبات فيها. ومع ذلك، أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى أنه لا توجد حتى الآن أي إشارات واضحة إلى احتمال انهيار سيطرة نظام الأسد على المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل، لكن هناك إشارات إلى أن هذه السيطرة بدأت تضعف شيئا فشيئا، وبناء على ذلك فإن عملية الانتقال من ضعف السيطرة إلى انهيارها كليا يمكن أن تحدث سريعًا ومن دون أي إنذار مسبق. وأشارت هذه المصادر أيضا إلى أن الجيش السوري ما زال مستمرا في عمليات تحصين مواقعه على طول خط الحدود مع إسرائيل، ولا تملك إسرائيل أي معلومات تفيد بحدوث انشقاقات أو اندلاع مشكلات عصيان في صفوف قوات الجيش السوري المرابطة في المنطقة الحدودية، وذلك خلافا للوضع القائم في عمق الأراضي السورية، حيث حدثت بعض الانشقاقات في صفوف الجيش ، فضلا عن أن السلطة المركزية باتت تواجه صعوبات جمة في تجنيد الشبان السوريين للانخراط في الخدمة العسكرية.