"عش كل لحظة كأنها آخر لحظة فى حياتك عش بالإيمان عش بالأمل عش بالحب عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة". يموت البعض كل يوم، لا أحد يعلم متى يأتي الموت، ولا يفطن لحكمة الله حتى في لحظاته الأخيرة، ولكن البعض بعد موته، يبقى علمه، تتجسد كلماته في نفوس الأخرين، في أعماق صدورهم. عش كل لحظة.. هذا ما أثبته الفقي في قلوب كل من استمع إليه، كل من عرفه، كل من قرأ له يومًا ما .. لا تترك اللحظة تمر بلا طائل، تعلم أن للحياة معنى يصبغه ضوء الفجر قاتلاً جسد الليل الحالك، لا تتعامل مع اللحظة، على أنها تعداد للعامل الزمني، بل عِشها كأنها عندما تمر، قد تصبح أنت في عالمًا أخر. عش بالإيمان.. تعلم أن الله يختار لك الأفضل، تعلم أن اختيارات الله تصحابك أينما شئت، تعلم أن ظنك بالله هو ظنه بك، وأن الإيمان هو المرحلة الأولى لإنطلاقة حياتك، وإنك إذا اردت أن تمهد طريق عيشك في تلك الحياة، وتفرش دروب نجاحك بالصبر، عليك أن تؤمن لتكُن، هذه هي الوردة التي غرسها الراحل في مهد حياتنا، لننشّئ عليها. عش بالأمل.. من ماسح صحون، في أحد فنادق كندا، إلى 23 دبلومة في مجال التنمية البشرية، وأجيال بأكملها تربت على يديه، وبين تلك السنوات تبقى المعادلة الأهم، الأمل، يفطن الإنسان إلى حقيقة مهمة عندما يبدأ حياته، أن "لا حياة بلا أمل"، لا معنى للمضى قدمًا بلا رؤية، وهو ما جسده الراحل في الأرض، وما زرعه داخل الأجيال التي رأته يومًا ما. عش بالحب.. لسنا آلات تسير على الأرض، فإذا أردت أن تبحث عن الفارق بينك وبين الحاسب الآلي، فهو شيئا واحد خلقه الله داخل شقك الأيسر، أنه القلب، نور الله النقي الذي يرشدك في دروب عدم وضوح الرؤية، والقلب لا يتجه إلى الأفضل سوى بالحب، وفي خضم ظاهرة الإنحسار الأخلاقي التي يتسم بها العصر الحديث، أكد لنا الفقي أن الشيء الذي يحمل بين طياته الإنسانية والحب، ويجعلك ترى الحياة بمنظور أخر؛ أنه القلب. عش بالكفاح.. قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية, البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود, المفاتيح العشرة للنجاح, قوة التحكم في الذات, سيطر على حياتك، سحر القيادة, كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك, اسرار وفن اتخاذ القرار, الطريق إلى النجاح, الطريق إلى الامتياز, أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك. ومن الكتب والمرئيات الكثير والكثير قدمها الراحل إبراهيم الفقي في حياته، جميعها ركزت على شيء واحد، أن تكافح من أجل ما تحب، أن تقاتل من أجل حلمك، أن تحول حلمك إلى هدف يمكنك تحقيقه، لا تستسلم لليأس، لا تستسلم للكسل، لا تستسلم للنداء الخفي بداخلك الذي يجعلك لا تقاتل من أجل حلمك، قاتل وعِش من أجله. دكتور إبراهيم الفقي والذي عاد إلى مصر بعد رحلة طويلة من التعلم والتجربة، عاد يحمل بين يديه شعلة النور، ليس لبلده فحسب، بل لوطنه العربي بأكمله، الفقي الذي جاء إلى وطنه العربي حاملاً رسالة؛ كان الوطن في أمس الحاجة إليها، غارقًا في وحل من الفساد وعدم الرغبة في الاستمرار. جاء الفقي، أحد أسباب الله في الأرض، لينير الطريق إلى أجيال عديدة تعلمت على يده، وعلَّمت بعلمه الذي وهبه الله إياه، عِلمه الذي لم يبخل به على أحد. وداعًا.. إبراهيم الفقي.. وربما لم أجد ختامًا أفضل، سوى ما خطه م. محمود أمين، في رثاء معلمه: لله ما أعطى ولله ما أخذ .. مات الذى علمنى وكنت لعلمه متخذ سألتك ربى أن تجعل الجنة بيته فاجابنى الحبيب المصطفى هو الشهيد اخترته من مات حرقا فقد نال شهادةً وهذا مما ذكرته من سيرتى وحديثاً عن ربى رويته للدنيا شهيداً مات فى القتال فهو فى حسبه وللأخرة شهيداً مات محروقاً فمن النار حميته فلا وربى لا ازكينك على الله إن كنت فى جواره فقد ملكت الخير كله ومع الحبيب اسأل أن تكون رفقتك وليس هذا فضل منى وإنما لعلم علمته فيا ربى اشرح صدر اهله وانزل عليهم الصبر كما ذكرته فى كتابك المطهر أن من ارسلت إليه عسراً باليسر دواما هونته