فى عنبر (25) بالدور الثانى فى قصر العينى اجتمعت آلام مصابى اشتباكات محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء الأخيرة.. الرصاصات التى أصابتهم واحدة.. والفاعل دوما يسجل «ضد مجهول». أحمد حامد، أحد مصابى اشتباكات شارع محمد محمود، الذى دخل مستشفى قصر العينى بعد أن أصيب بطلق نارى فى الساق تسبب فى حيرة الأطباء وأهله، لم يغادر المستشفى أكثر من 3 أيام، حتى عاد بعد أن ساءت حالته الصحية، والتى لم تستقر بإجراء جراحة واحدة لاستخراج الرصاصة من جسده، ليجرى بعدها جراحتين أخريين. أحمد تحدث وعلى وجهه علامة تعجب من الأحداث الأخيرة وعلى لسانه عبارة واحدة «ما أشبه اليوم بالبارحة»، وروى حكايته بنبرات خافتة قائلا، «نزلنا التحرير أنا وأصحابى يوم 20 نوفمبر، وإحنا مش متظاهرين بس كنا عايزين نشوف الأحداث بعد ما صورتها كاميرات التليفزيون.. الشرطة كانت تضرب الرصاص الحى بشكل عشوائى ولا يقتصر على الخرطوش أو المطاطى، وبعد وصولى بدقائق أصيبت برصاص فى الساق أمام الجامعة الأمريكية». ولم تقتصر معاناة أحمد على صعوبة تشخيص حالته بعد أن أجرى له الأطباء 3 جراحات كانت أولهم استخراج الرصاصة، ثم تسليح أوردة الساق التى تهتكت من الطلق النارى، وبعدها ترقيع لشريان الساق، لتأتى تكاليف العلاج لتزيد مأساة والدته. أم أحمد قالت «المستشفى رفضت علاجه مجانا بعدما خرج 3 أيام افتكرنا فيها أن حالته أتحسنت وبعدها اضطربنا للرجوع للمستشفى»، وطالبت أم احمد وزير الصحة بتحمل نفقات علاج ابنها بعد أن أنفقت أسرتها البسيطة أكثر من 2000 جنيه على علاجه، بسبب رفض المستشفى إعطائه أى دواء سوى صنف دوائى واحد، والشاش المستخدم للتغيير على الجرح. أما بلال محمد الذى رافق أحمد فى نفس القسم منذ 3 أيام، فهو محام اعتاد على النزول إلى الميدان، وانضم إلى اعتصام مجلس الوزراء بعد الإعلان عن التشكيل الوزارى الأخير، فكان ينتهى من عمله فى المحاكم للدفاع عن موكليه لينتقل إلى شارع قصر العينى للدفاع عن قضيته. بلال من الصعيد ومقيم فى القاهرة منذ سنوات قليلة، قال إنه توجه إلى مجلس الوزراء ليطمئن على زملائه المعتصمين، الذى لا يعرف عن بعضهم سوى الاسم الأول فقط، غير أن استمرارهم فى الاعتصام منذ أسبوعين جعلهم أكثر توددا لبعضهم البعض. وأضاف بلال ل«الشروق» قوله «وصلت عند مجلس الوزراء الساعة 10 صباحا، وبعد دقائق قليلة فوجئت برصاصتين فى جسمى، من داخل مبنى مجلس الشعب واحدة فى الجانب الأيمن والأخرى فى الكتف، وكان أفراد الشرطة العسكرية بيسبونا ويضربونا بالنار، ومعظمهم كانوا لابسين مدنى». وتابع بلال «بعدها أغمى على ونقلنى شخص لا أتذكره على موتوسيكل إلى اقرب نقطة إسعاف لتحويلى إلى المستشفى»، ولم يفق بلال من غيبوبته سوى أمس بعد أن أجرى جراحة لاستخراج الرصاص، وطوال فترة غيبوبته كان أخيه أحمد يرافقه، وبسبب خوفه على بلال فضل التأكيد على انه ليس من مصابى مجلس الوزراء وانه مريض عادى فى القصر العينى، ليفق بلال ليعلن عن ثورته. فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع حصيلة حالات الوفاة فى أحداث مجلس الوزراء إلى 11 حالة، بعد تسجيل حالة وفاة منذ ساعة واحدة بمستشفى قصر العينى، مؤكدة أنه لم يتم إبلاغ الوزارة بحالتى الوفاة التى أعلن أطباء المستشفى الميدانى بمسجد عمر مكرم وقعتا فجر أمس بعد إصابتهما بطلقات نارية أمام مسجد عمر مكرم، حسب د. خالد الخطيب مساعد وزير الصحة لشئون الرعاية الحرجة والطوارئ. وأشار الخطيب إلى أن حالات الإصابة منذ صباح أمس الأول وحتى ظهر أمس بلغت 213 حالة، من بينهم تم علاج 65 حالة فى موقع الاشتباكات، بينما تم نقل 148 آخرين إلى المستشفيات، ليرتفع إجمالى الإصابات فى الأحداث الأخيرة إلى أكثر من 700 حالة.