قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن جماعة الإخوان المسلمين بدأت في الانقلاب على المجلس العسكري الحاكم عندما فتحت النار عليه وطالبته بتسليم سريع للسلطة لحكومة مدنية أو مواجهة مزيد من الاضطرابات، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن تقدم حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، والتي أظهرت سيطرتها على البرلمان الجديد. وأضافت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين أطلقت تحذيرا من نار لقيادات الجيش الحاكمين في مصر، معلنا أن نهاية سريعة للحكم العسكري في البلاد "أولوية قصوى" بالنسبة لها، فيما تستعد لتولي رئاسة البرلمان المنتخب حديثا، في إشارة إلى أنها لن تتسامح مع الذين يحاولون تهميش دور البرلمان خاصة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تشبث بالسلطة رغم ما يقرب من أسبوعين من الاحتجاجات الرافضة لوجوده، محذرة إن الجنرالات قد يخاطرون بوقوع المزيد من الاضطرابات إذا ما تحدى الشعب ورفضوا العودة إلى ثكناتهم العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية العدالة قوله:" مصر تشهد حاليا مرحلة حاسمة في تاريخها .. وأنا واثق من أن الجيش سوف يختار التعاون مع البرلمان وليس مواجهته .. وأي مسار أخر غير التعاون سوف يخلق المزيد من الفوضى". وقال عمرو دراج القيادي بالجماعة:" نحن نمر بمرحلة انتقالية .. ونحن لم نصل بعد إلى المرحلة المثلى من هذه المرحلة الانتقالية.. ولابد من تشكيل البرلمان .. ويجب أن ينتخب الرئيس .. ويجب نقل السلطة إلى لحكومة مدنية والمجلس العسكري يملك حاليا السلطة التنفيذية والتشريعية .. ولكن بمجرد انعقاد البرلمان يجب عليه أن ينقل هذه السلطات إلى المؤسسة المنتخبة ديمقراطيا من قبل الشعب المصري". وأوضحت الصحيفة أن هذه التعليقات تكشف عن وجود تحول في خطاب الجماعة التي واجهت انتقادات شديدة من قبل الثوار في الأيام الأخيرة لرفضها المشاركة في المظاهرات ضد المجلس العسكري والتي خلفت نحو 40 قتيلا وآلاف الجرحى، لدرجة دفعت البعض للقول إن الجماعة انقلبت على الجيش.
