.لم تكن الفتاة البنغلاديشية ذات ال21 عامًا -التي شجعتها عائلتها الفقيرة على الذهاب إلى وكالة سفريات في موطنها ومحاولة السفر إلى دبي للعمل وإعالتهم-تتخيل المصير الذي ينتظرها، وحسب أقوالها لاحقًا، خداعها بدأ من قبل وكيل السفريات في بلدتها. عادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم وقالت: «اقترضت حوالي 7.500 درهم، ودفعتها للوكيل لاستصدار تأشيرة، وجواز سفر لي؛ لكي أذهب للعمل في مهنة الخياطة في دبي». حين وصلت الفتاة إلى دبي استقبلها في المطار شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، ومعه رجل يدعى نور، وأخذاها إلى فيلا كانت تقيم فيها نساء أخريات. وقد تم حبسي رغمًا عني، وضربي، والاعتداء عليّ بوحشية؛ لأنهم كانوا يريدون أن أمارس الرذيلة مع الرجال لكنني رفضت، ثم نقلوني إلى مكان آخر، وكان هناك نساء آسيويات يعملن كفتيات ليل في ذلك المكان أيضًا». تحت الضرب: حدس الفتاة أن خديعتها بدأت من بلدها كان صادقًا، فقد تم القبض في دبي على خمسة رجال بنغلاديشيين بتهمة التآمر مع وكيل سفريات في بنغلاديش لخداعها، ورغم تعرضها للضرب والاعتداء، إلا أنها حسب أقوال ضابط إنفاذ القانون الذي طلب عدم ذكر اسمه قال ل«سيدتي»: «كانت جريئة بما فيه الكفاية لرفض العمل في الرذيلة، وقد جلب لها المتهمون عددًا من الرجال الغرباء، وظلوا يضغطون عليها، ويضربونها لمدة أربعة أيام متتالية؛ كي توافق على ممارسة الرذيلة مع الرجال، لكنها رفضت بإصرار، وطلبت إعادتها لوطنها، غير أن المتهمين قرروا بيعها بمبلغ 4.000 درهم لرجل آخر لإجبارها على ممارسة الرذيلة، وتبين أن الرجل مخبر للشرطة، وهكذا تم اعتقال المتهمين في عملية مداهمة». رفض عنيف: اتهم ممثلو الادعاء الرجال الخمسة بتشكيل جماعة منظمة للاتجار بالبشر، وبيع الفتاة البالغة، لكنها وصلت إلى يدي مخبر للشرطة، كما تمت إحالتهم إلى المحكمة الجنائية في دبي؛ لتنفيذ أقصى عقوبة مطبقة. وكانت «سيدتي» موجودة في قاعة المحكمة حين مثل المتهمون في قاعة المحكمة رقم أربعة، ونفوا بشدة ضرب الفتاة لإجبارها على ممارسة الرذيلة مع رجال غرباء. ودافعوا عن أنفسهم أيضًا بالقول: إنهم غير مذنبين بتهمة بيعها إلى المخبر. لكن سجلات المحكمة أظهرت أنها تعرضت لضرب مبرح، واعتداء من قبل خاطفيها الذين حجزوها في فيلا لأربعة أيام متتالية؛ لأنها قاومت استغلالها بشدة، ورفضت قبول ممارسة الرذيلة مع رجال مقابل المال. المتهمون كانوا على اتفاق بأقوالهم، فأحدهم دافع عن نفسه أمام المحكمة: «لم نرتكب هذه الجريمة، لم نضربها، ولم نضغط عليها لممارسة الرذيلة مع الرجال»، بينما آخر أومأ برأسه منكرًا ارتكاب جريمة الاتجار بالبشر، ووفقًا للسجلات، فإنهم حين فشلوا على إجبارها، قاموا ببيعها إلى المخبر للعمل في صناعة الرذيلة، ويُقال إن رجلين بنغلاديشيين، يعرفان باسم نور ورنا، واللذين لا يزالان طليقين، ساعدا المتهمين الخمسة. شهود: شهد شرطي إماراتي أن مخبرًا أبلغ قسم مكافحة الاتجار بالبشر في شرطة دبي أن بنغاليًا يريد بيع الفتاة للعمل في الرذيلة مقابل 4.000 درهم، وقال الشرطي: «تم تشكيل فريق خاص لتنفيذ عملية المداهمة واعتقال المتهمين، وتعاون المخبر معنا.. ورتب للقاء الرجل وشراء الفتاة، وخلال الصفقة التقى المخبر مع ثلاثة من الرجال في موقف سيارات في فريج بدبي حوالي الساعة 11.30 مساء، وحين سلم المخبر المال، أومض إلى فرقة الشرطة التي كانت تراقب المكان، وعلى الفور، أغارت الشرطة على المكان، واعتقلت جميع من في الداخل، ووجدت الفتاة ونساء أخريات داخل الشقة خلال عملية المداهمة».