أكد الرئيس التركى عبد الله جول أنه لا خيار أمام ثورة مصر إلا النجاح فى عبور المرحلة الانتقالية، والوصول إلى نظام ديمقراطى، لأن التطورات التى تحدث فى مصر حاليا مهمة للغاية، ونجاح النظام الجديد بها ليس مهما لمصر وحدها، بل للمنطقة العربية والإسلامية بأسرها. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس التركى اليوم الثلاثاء الوفد الصحفى المصرى الذى يزور تركيا حاليا.. حيث كان جول يرد بذلك على سؤال حول العلاقات المصرية- التركية بعد ثورة يناير. وأضاف جول أن هذا التغيير فى مصر يجب أن يتم بشكل هادىء ومنطقى وبعيدًا عن الانفعال، مؤكدا الدعم التركى الكامل لهذاالتغيير والتوجه الحضارى فى مصر التى حققت ثورة كبيرة ووقفت وقفة رجل واحد. وقال جول "إن ما حدث فى مصر كان مختلفًا كثيرًا عما جرى فى دول أخرى بالمنطقة، خصوصًا، أنه لم يتم القضاء على مؤسسات الدولة بشكل كامل، مؤكدًا أن الكثيرين سيساعدون شعب مصر فى الوصول إلى تحقيق أهدافه العليا". وأضاف جول أنه كان حريصًا أثناء زيارته لمصر على الالتقاء بجميع أطياف الشعب المصرى، مؤكدًا لهم أن الهدم سهل، ولكن البناء صعب وأن عليهم العمل على النظر للمستقبل بدلا من أن يبقوا أسرى للماضى. وردًا على سؤال عما إذا كان لقاؤه بمرشد الإخوان المسلمين يعكس دعم تركيا لهم، قال جول "إنه اجتمع بكل السياسيين بشكل عام وليس المرشد العام فقط، وأكد لهم أنهم انتقلوا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر .. وأن تركيا لا تقف مع فئة ضد أخرى بل تدعم المجتمع المصرى كله.. وأنه تبادل الآراء مع الجميع ولم يكن هناك اجتماع منفرد أو بشكل سرى". وأشار الرئيس التركى عبدالله جول إلى أن الفترة التى أعقبت الثورة شهدت تبادلا للزيارات بين مصر وتركيا قائلا " كنت أول رئيس جمهورية يزور مصر.. كما أن وزير الخارجية المصرى قام بأول زيارة خارجية له الى تركيا بعد توليه منصبه ، وكذلك وزيرى التجارة والصناعة. وأوضح جول أن رئيس الوزراء طيب أردوغان سيزور مصر قريبا وهى كلها مؤشرات على التعاون والتشاور المستمر بين البلدين. وحول اشتراك كلا من مصر وتركيا فى فكرة إعداد دستور جديد يتلاءم مع المرحلة المقبلة ومغزى ذلك من حيث التوقيت قال جول "إننا بدأنا النظام الديمقراطى منذ عام 1946، وكان لدينا دستور يضمن علمانية وديمقراطية الدولة، ولكننا رأينا أن هذا الدستورأصبح ضيقا الآن ولا يناسبنا حاليا، ويجب أن يتم وضع دستور جديد يضمن جميع الحريات، مشيرا إلى أنه فى مصر سيكون هناك دستور جديد أيضا وبمعايير حرة لأول مرة، ونحن نعلم أن مصر لديها علماء وحقوقيين ودستوريين يمكن أن يسهموا فى هذا المجال ، وبطبيعة الحال فإن مصر ستستفيد من التجارب والدساتير الأخرى، ونأمل أن يكون الدستور الجديد متواكبا مع تطلعات الشعب المصرى ، خصوصا أن المصريين لديهم خبرات كبيرة ولا يحتاجون للجوء إلى منظمات إقليمية ودولية لإعداد الدستور. وحول تفعيل اتفاقية لرفع تأشيرات الدخول بين البلدين وتدعيم اتفاق التعاون الإستراتيجى، أشار جول إلى أن ذلك سيتم بحثه أثناء زيارة أردوغان لمصر ، وأن تركيا جاهزة لتفعيل مثل هذه الاتفاقيات بشكل كامل. وردا على سؤال حول إمكانية تكرار سيناريو ليبيا فى سوريا وموقف أنقرة كعضو فى حلف الناتو إذا ما تم اتخاذ قرار بالتدخل من جانب مجلس الأمن فى سوريا، قال الرئيس التركى عبد الله جول "إنه وقبل كل شىء فإن الشعب السورى شعب صديق وشقيق، ونحن نتطلع لسعادته وقوته ومناعة الدولة السورية، ولكن هذه الأهداف لا تتحقق بالنظرة الشمولية وسيطرة الحزب الواحد على مقادير الأمور. المصدر : secrets 7 days