كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية النقاب عن أن إسرائيل تدرس حاليا تغيير الطريقة القديمة التي كانت تتعامل بها مع مصر، والتي كانت تكتفي فيها بتوطيد علاقتها بالحكام دون النظر إلى الشعب، والسعي حاليا لتبني مواقف تكون أكثر قبولا لدى المصريين العاديين ومختلف القوى السياسية الناشئة في هذا البلد بعد الإطاحة بالرئيس مبارك. وقالت الصحيفة اليوم الأحد إن الأزمة التي اندلعت الشهر الجاري بين مصر وإسرائيل وتهديد الأولى باستدعاء سفيرها استجابة لضغوط الشارع أظهر على نحو صارخ ضرورة إحداث تغيير سياسي في العلاقة بين البلدين، فقد كان المسئولون الإسرائيليون يعتمدون في السابق على الرئيس حسني مبارك باعتباره شريكا في معاهدة السلام الموقعة بين الطرفين عام 1979، لكن هذا الأمر لم يعد نافعا حاليا مع تأثير الرأي العام على القيادة الجديدة واستجابته له. وأضافت الصحيفة أن هناك إدراكا متزايدا في إسرائيل بأن الحفاظ على العلاقات مع مصر بعد الثورة لم يعد يعتمد فقط على توطيد العلاقة مع قادتها، بل أصبح في تبني مواقف تكون أكثر قبولا لدى المصريين العاديين ومختلف القوى السياسية الناشئة بعد الإطاحة بالرئيس مبارك. ونقلت الصحيفة عن بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع السابق المعروف منذ فترة طويلة بعلاقاته مع مبارك وكبار المسئولين المصريين قوله:" هناك عامل جديد الآن .. وهو الجماهير الذين أصبحوا يؤثرون على وتيرة التحركات". وقال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي إن: " الحسابات الجديدة تعكس مصلحة عليا في إسرائيل للحفاظ على العلاقة مع مصر ومعاهدة السلام.. إنها ذو أهمية كبيرة وقيمة استراتيجية لاستقرار الشرق الاوسط". وكان الحادث الذي وقع على الحدود يوم 18 أغسطس وقتلت فيه القوات الإسرائيلية خمسة من ضباط الأمن المصرية دليلا على تأثير الجماهير، حيث كان رد فعل القاهرة شرسا جدا، حيث تظاهر محتجون خارج مقر السفارة الإسرائيلية وطالبوا بطرد السفير، بجانب تنافس مرشحي الرئاسة على إدانة العملية، وهددت الحكومة باستدعاء السفير المصري في إسرائيل، الأمر الذي أجبر تل أبيب على تقديم اعتذار. وكان الرد المصري واضحا أيضا في تعامل إسرائيل مع قطاع غزة، حيث شنت إسرائيل لعدة أيام غارات على أهالي القطاع وهددوا بتوسيع العمل العسكري إلا أن رفض القاهرة وخشية إسرائيل من المصريين أجبرتها على التراجع.
