أخيرا.. تحررت لييبا .. وسقط العقيد القذافى.. .. وسقطت نظريته الثالثة.. .. وسقط الكتاب الأخضر.. .. وسقط أحد الطغاة الذين سيطروا على العقل العربى خلال عقود.. كان فيها فاسدا ومفسدا.. وأساء إلى ليبيا وإلى العرب جميعا.. بما كان يبدده من خيرات البلاد على نزاوته.. ويتحرر العالم منه.. 42 عاما من القهر والاستبداد أصبح مجنونا بالسلطة.. وتخيل أنه الخالد.. لم يحترم شعبه قط وقاد بلاده إلى التخلف على عكس الجغرافيا والتاريخ.. أضاع النضال الليبى ضد الاستعمار الإيطالى.. كان لا بد أن يثور عليه الناس.. وهو الذى كان يعتبر نفسه الثائر الوحيد فى العالم «!» كان يريد أن يورث السلطة لأبنائه.. كأن ليبيا أصبحت صنيعة خاصة. لم يستوعب الدرس الذى خرج من تونس أولا بخلع زين العابدين بن على والتخلص من سطوة ونفوذ زوجته ليلى الطرابلسى بثورة شعبية خرجت على القهر والاستبداد الذى فرضه عليهم بن على لأكثر من عقدين.. ولم يستوعب الدرس الذى خرج من مصر ثانيا بخلع مبارك والتخلص من عصابته وتطلعه إلى توريث الحكم لابنه فى ثورة شعبية عظيمة بعد ثلاثين عاما من الديكتاتورية والاستبداد.. فى حين استوعب الشعب الليبى الثورة التونسية وبدأ الطموح يصل إليهم فى التخلص من الديكتاتورية.. إلا أن الثورة المصرية شجعتهم.. فلم يصبروا كثيرا حتى إنهم خرجوا إلى الشوارع قبل الدعوة التى كان محددا لها يوم 17 فبراير فخرج الناس يوم 15 فبراير.. وذلك بعد النجاح العظيم لثورة 25 يناير فى خلع مبارك يوم 11 فبراير.. ولم يستوعب القذافى ما يحدث حوله.. وتخيل نفسه الإله الذى لا يقترب منه أحد ولا يخرج عليه أحد.. لم يستوعب أن الشعوب العربية تتوق إلى الحرية والكرامة.. لكنه اعتبر الشعب الليبى جرذانا يجب القضاء عليهم واستخدم الأسلحة التى استنزف أموال البترول فيها ليقاتل بها الشعب.. استخدم الدبابات والمدرعات والصواريخ فى مطاردة الثوار من مدينة إلى أخرى ومن شارع إلى شارع ومن زنجة إلى زنجة.. استقدم مرتزقة ودفع لهم أموالا كثيرة من أموال الليبيين ليقتلوا الليبيين.. هل هذا هو الزعيم؟ والأخ القائد للثورة؟ .. بالمناسبة كان صفوت الشريف عندما كان وزيرا للإعلام يحرص دائما على إصدار تعليمات للصحف وكان يجرى اتصالا شخصيا برؤساء التحرير ليكون وصف العقيد بالأخ قائد الثورة فى تغطية تلك الصحف لنشاط القذافى الذى أفسد بدوره كثيرا من الصحف والصحفيين الذين كان يشتريهم بمال الليبيين.. وهذا ملف آخر يجب أن يُفتح وإن لم يكن هذا وقته.. لم يستوعب كما لم يستوعب من قبله بن على ومبارك أن الشعب يريد.. وأن إرادة الشعب أقوى مما يتصورون وما يعتقدون أنه يحميهم.. فأراد الشعب إسقاط النظام.. فسقط النظام وها هى ذى ليبيا أصبحت حرة من العقيد القذافى وكتابه الأخضر ونظرياته العالمية الفاشلة.. سقط الرجل بعد أن أهان شعبه.. فأصبح مذلولا مطرودا.. وصبر الشعب الليبى العظيم حتى أسقط الزعيم المزيف وقاتلوه هو وعصابته المرتزقة وسقط آلاف من الشهداء والمصابين من أجل الكرامة والعزة.. سقط المجنون لتعود ليبيا إلى أهلها وأصحابها.. سقط القذافى ليلحق بصديقيه بن على ومبارك، وقد يلحق بهم قريبا طغاة جدد.. ولتبدأ ليبيا الجديدة.. وقد يكون حظ الليبيين أفضل من التونسيين والمصريين فى البناء الجديد.. إنه درس جديد للطغاة فى العالم العربى.. فالشعوب تريد إسقاط الأنظمة الاستبدادية.. وها هى ذى نجحت فى تونس ومصر.. وأخيرا ليبيا.. والبقية آتية.